شدد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني خلال قمة جمعتهما في عمّان أمس، على أهمية وجود «منهج استراتيجي شامل» يقوم الشراكة بين مختلف الاطراف في «التصدي للإرهاب». ووصل السيسي إلى الأردن في زيارة رسمية أمس أجرى خلالها محادثات مع الملك عبدالله الثاني. وقال لـ «الحياة» مصدر مصري مطلع على ترتيبات الزياة إنها «تصب في إطار التعاون السياسي والأمني والاقتصادي بين البلدين، وتبحث في ملفات مستجدة في إطار التشاور والتنسيق، خصوصاً على خلفية أزمة الغاز في الأردن». وأشار إلى «أهمية الملفات الأمنية في الزيارة في ظل النشاط المتزايد للجماعات الإرهابية في المنطقة والتهديدات الصادرة عنها». وشدد على «ارتباط الأمن القومي في البلدين من حيث مواجهة الأخطار المحدقة، سواء من الجماعات الإرهابية، أو ملف عملية السلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، باعتبار مصر والأردن أكثر بلدين معنيين مباشرة بالصراع والتوتر والتعقيدات في عملية السلام التي تنعكس سلباً أو إيجاباً على حدودهما ومساحة الصراعات في الداخل المصري أو الأردني». وقالت الرئاسة المصرية في بيان إن «المحادثات ركزت على سبل تعزيز العلاقات بين البلدين وتطورات الأوضاع في المنطقة وعدد من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك». وأضافت أن الجانبين اتفقا على «أهمية العمل على تصويب الصورة السائدة عن الإسلام وإظهاره بطبيعته السمحة الحقيقية التي تنبذ العنف والتطرف، وتحض على التسامح والاعتدال وقبول الآخر»، وأكدا «محورية دور الأزهر الشريف باعتباره منارة للفكر الإسلامي الوسطي، تسهم بفاعلية في تصحيح المفاهيم المغلوطة عن الإسلام وتكافح الأفكار المتطرفة والهدامة، فضلاً عن أهمية توفير سبل الدعم والمساندة كافة له ليتمكن من أداء رسالته على الوجه الأكمل». وأشارت إلى أن السيسي «أشاد بمواقف الأردن الداعمة لمصر ولإرادة شعبها منذ ثورة 30 حزيران (يونيو)، مشيراً إلى أن هذه المواقف المشرفة والأخوية ليست غريبة على المملكة الأردنية الشقيقة وقيادتها الوطنية التي تبدي دائماً مساندة ودعماً لمصر، بما يمثل نموذجاً للعلاقات بين الدول العربية التي يتعين أن تجمعها وحدة الصف لمواجهة التحديات المختلفة». ونقل البيان عن الملك عبدالله «تأكيده دعم الأردن الكامل لمصر ودورها المحوري الهام في محيطها العربي والاقليمي، بما يصب في خدمة قضايا الأمة العربية وتعزيز مسيرة العمل العربي المشترك». وأوضح أن المحادثات «شهدت تأكيداً على الحرص المتبادل بين مصر والأردن لتعزيز علاقاتهما في مختلف المجالات والارتقاء بها إلى آفاق أرحب، بما يسهم في تحقيق آمال وطموحات الشعبين الشقيقين، لا سيما على الصعيدين السياسي والاقتصادي. كما عرضت عدداً من مستجدات الأوضاع الإقليمية والدولية، لاسيما في أعقاب الزيارة التي قام بها جلالة ملك الأردن إلى واشنطن أخيراً، والمحادثات التي أجراها مع المسؤولين الأميركيين». وأضاف البيان أن الجانبين «تبادلا وجهات النظر والرؤى في شأن آفاق جهود السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، والتطورات على صعيد مشروع القرار العربي المرتقب تقديمه إلى مجلس الأمن لإنهاء الاحتلال الفلسطيني في غضون فترة زمنية محددة». وطالبا «جميع القوى والأطراف الدولية المؤثرة بالعمل على تهيئة الظروف الملائمة لإحياء مفاوضات السلام، وتذليل العقبات كافة التي تقف حائلاً أمام استئناف المفاوضات وفقاً لحل الدولتين وقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية». وفي ما يخص سورية، توافق الطرفان على «أهمية وجود أفق سياسي لحل الأزمة، يحفظ وحدة الأراضي السورية ويحافظ على سلامتها الإقليمية ويصون لشعبها مقدرات الدولة الاقتصادية ومقوماتها الأساسية المتمثلة في مؤسسات الدولة الوطنية، ما يمكنها من تطويرها وتفعيلها عقب الانتهاء من تلك الأزمة».