يقف أمير مكة المكرمة رئيس لجنة الحج المركزية صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل من خلال جولة ميدانية على المشاعر المقدسة اليوم، على الترتيبات النهائية لإطلاق عدد من المشاريع الحيوية التي ستسهم في خدمة ضيوف الرحمن لموسم حج هذا العام. ويحقق سموه المعادلة الأصعب في رفع الطاقة الاستيعابية لمشعر منى التي ظلت لعقود معطلة، وذلك بنحو 23% من خلال وقوفه على المشروع الحلم الذي ظل عقودا من الزمن خارج خارطة التنفيذ على الرغم من أهميته والمتمثل في تخليص مشعر منى من الكتل الأسمنتية لمقار جهات حكومية لا علاقة لها مباشرة بخدمة الحجاج وذلك بإخراجها خارج مشعر منى لتكون في مجمع موحد في مقر جديد بمزدلفة على مساحة تقدر بنحو مليون م2 عبر مشروع جرى تنفيذه في مدة زمنية لم تتجاوز 7 أشهر ويؤمن طاقة استيعابية إضافية تتسع لـ185 ألف حاج، كما أن المجمع الذي خصصت له خمسة مداخل مجهز بمبان سكنية ومكتبية، يتسع لـ10 آلاف موظف ويضم 3200 مكتب ووحدة سكنية، إضافة إلى 13 مبنى و5 مداخل وخزان مياه سعته 36.000م3 يكفي لمدة 15 يوما، كما يضم مستودعات ومهبط طائرات ومحطة تغذية كهربائية. وجاءت فكرة تنفيذ هذا المشروع لتوحيد مقر الجهات الحكومية المنفذة للخطط التشغيلية لموسم الحج وذلك بعد ان أقرت جهات عليا إفراغ مشعر منى من تلك الجهات الحكومية. وكشفت لـ«عكاظ» مصادر أن إمارة منطقة مكة المكرمة ووزارة المالية هما الجهتان المسؤولتان عن ملف نقل عدة جهات حكومية عاملة في الحج من مشعر منى إلى مجمع الإدارات الحكومية الجديد في حمى مزدلفة، ما يؤدي لإضافة مساحات تستوعب قرابة 185 ألف حاج، مضيفة أن وزارة الحج هي المعنية بإعادة تقسيم هذه المساحات على شركات الحج التي ستسمح بمنح مساحات أكبر وإضافة مخيمات للحجاج، فيما أكدت المصادر أن أكثر من (6) آلاف عامل و(1000) معدة يعملون على مدار الساعة لإنهاء المشروع في المدة المحددة. ويأتي وقوف الأمير خالد الفيصل اليوم على المرافق والتجهيزات المعدة لاستقبال وخدمة حجاج بيت الله الحرام في المشاعر المقدسة كخطوة أولية لإعلان بدء العد التنازلي للموسم، كما يقف سموه ميدانيا على استعدادات الجهات الحكومية والأهلية لموسم الحج بما يواكب تطلعات وتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز، بما يضمن توفير كافة الخدمات المطلوبة لضيوف الرحمن وتجهيز الموارد اللازمة لخدمتهم وتمكينهم من أداء نسكهم بيسر وطمأنينة. كما يقف سموه ميدانيا على جاهزية مجمع الادارات الحكومية الجديد في مزدلفة، فيما يرأس بعد ذلك في قاعة الاجتماعات بديوان الإمارة في العاصمة المقدسة اجتماع لجنة الحج المركزية الذي سيتم خلاله استعراض ومناقشة التقارير الواردة من الأجهزة والقطاعات الحكومية المعنية بشؤون الحج والحجاج عن موسم حج هذا العام للأخذ بما ورد فيها من ايجابيات وتعزيزها ومعرفة ما ورد فيها من ملاحظات لإيجاد الحلول المناسبة لها ومعالجتها لتلافيها في موسم حج العام القادم بهدف تقديم أفضل وأرقى الخدمات لحجاج بيت الله الحرام وبالصورة التي تتوافق مع تطلعات ولاة الأمر -حفظهم الله- ويتواكب مع ما تبذله الدولة من جهود وتنفذه من مشروعات عملاقة لخدمة وراحة وقاصدي بيت الله الحرام من الزوار والمعتمرين والحجاج. كما يطلع سمو أمير منطقة مكة المكرمة عن كثب على توفر كافة التحضيرات في مقر الإدارات الحكومية الجديد الذي تم انجاز مرحلته الأولى بمتابعة مستمرة من لدن سمو أمير المنطقة في فترة قياسية لم تتجاوز السبعة أشهر والذي سيمكن من توفير ما نسبته 23% من مساحة منى لتستوعب نحو 185 ألف حاج، مبينا أن الانتقال إلى المجمع سيكون تدريجيا على مرحلتين، تبدأ الأولى بتوفير الخدمات اللازمة للموقع اعتبارا من حج هذا العام وستنتقل الإدارات الحكومية التي لا يتطلب عملها التواجد في مشعر منى بهدف توفير مساحات للاستفادة منها في إسكان الحجاج خلال السنوات المقبلة، فيما المرحلة الثانية سيتم تنفيذها في الوقت المحدد وسيتم نقل بقية الأجهزة الحكومية فور الانتهاء من إنشاء وتجهيز بقية المباني المعتمدة سلفا.