×
محافظة المنطقة الشرقية

وكيل وزارة الشؤون الإسلامية :واجهنا الإرهاب بالمساجد وخطب الجمعة

صورة الخبر

في الوقت الذي يتحدث فيه المجتمع الدولي عن ضرورة التزام كل الدول بمحاربة الإرهاب، تبدو المنظمات الإرهابية المرتبطة بالنظام الإيراني وكأنها مستثناة من هذه الحرب العالمية، إذ ينظر المجتمع الدولي في الاتجاه الآخر عندما يتعلق الأمر بحزب الله في لبنان والميليشيات الشيعية التي تفرض سطوتها في العراق، والحوثيين الذين يكاد يفرضون سيطرتهم على كل اليمن بقوة السلاح. هذه المنظمات كلها أدوات في يد النظام الإيراني وهي تشكل عامل ضغط سياسي وأمني على الدول التي توجد فيها.. - لماذا يتجاهل المجتمع الدولي هذه المنظمات في حربه على الإرهاب؟ - كيف يستخدم النظام الإيراني هذه المنظمات لخدمة أجندته وأهدافه الإستراتيجية في المنطقة؟ - ما المخاطر التي تمثلها هذه المنظمات على المدى البعيد؟ وكيف يمكن مواجهتها؟ المشاركون في القضية - د. فهد بن حمود العنزي: عضو مجلس الشورى ونائب رئيس لجنة الشؤون الاقتصادية والطاقة. - د. محمد آل زلفة: عضو مجلس الشورى سابقاً - أ. د. عبدالرحمن بن أحمد هيجان: عضو مجلس الشورى. - جمال خاشقجي: الكاتب الصحفي ومدير قناة العرب بالإخبارية - د. طلال ضاحي: عضو مجلس الشورى وأستاذ العلوم السياسية بجامعة الملك سعود سابقاً - د. عبدالله القباع: أستاذ العلوم السياسية بجامعة الملك سعود - د. محمد الفيلي: الخبير الدستوري أستاذ القانون بجامعة الكويت - د. عايد المناع: أستاذ العلوم السياسية بجامعة الكويت ومستشار جمعية الصحفيين الكويتيين - د. يسري الغرباوي: أكاديمي مصري - د. جمال سلامة: أستاذ العلوم السياسية بجامعة قناة السويس - د. عمار علي حسن: كاتب وباحث في العلوم السياسية - السيد ياسين: الخبير في دراسة الحركات السياسية في البدء.. يتطرق الأستاذ د.عبدالرحمن بن أحمد هيجان، للأسباب التي تجعل المجتمع الدولي يتغاضى عن منظمات الإرهاب الإيرانية الصنع، قائلاً: عندما نتحدث عن المجتمع الدولي، ينبغي أن نكون دقيقين في نطقنا لمفردات هذه التسمية، وما تعنيه على أرض الواقع. المجتمع الدولي فعلياً، يقتصر فقط على الدول الكبرى في العالم التي تتحكم في القرار العالمي وليس كل المجتمع الدولي، لذلك نجد أن هذه التسمية (فضفاضة) في كثير من الأحيان. هذه الدول الكبرى، هي التي يكون لها تأثير أو عدم تأثير في الالتزام بالقرارات العالمية، ونحن نعلم يقيناً، أن تجريم المنظمات الإرهابية، يخضع عادة لما تراه هذه الدول الكبرى وما تقرره، ويكون ذلك مبني بالدرجة الأولى على ما يخدم مصالحها الخاصة، وبالتالي عندما تتجاهل أو تتغافل عن منظمات إرهابية تابعة لأي دولة من الدول، فإنما تتجاهلها بناء على مصالحها، وليس أدل على ذلك من تجاهلها لما يحدث في إسرائيل وسوريا والعراق وبعض الدول العربية، وحتى ولو أبدت شيئاً من العدالة، بمعارضتها لما تقوم به هذه المنظمات الإرهابية، فإنها في واقع الأمر، عندما يراد أخذ قرار أو التصويت على قرار عادل، لا تجد هذا الصوت المجرّم لهذه المنظمات الإرهابية، متى ما تعارض مع مصالحها الذاتية، فما يحكمها ليس قيم العدالة، ولا قيم المساواة، ولا قيم التجريم، وإنما يحكمها مصالحها أولاً، ولتعطي لنفسها المبرر في انحيازها لما يخدم مصالحها تجاه هذه المنظمات الإرهابية، والتغافل عنها، فإنها تطلق على ما تقوم به هذه المنظمات الإرهابية مسميات لا تمت للحقيقة بصلة، حتى لا يطالها السؤال عن عدم اتخاذها القرارات الصارمة والرادعة لهذه المنظمات، بل إنها تجيز ما تقوم به هذه المنظمات من أعمال قتل وتخريب وتدمير للممتلكات، تحت ذريعة الدفاع عن النفس، وهي تعلم يقيناً أن ما تقوم به هذه المنظمات الإرهابية، يتعارض مع أبسط حقوق الإنسان، ومع الشرائع السماوية، والأنظمة الدولية، وبالتالي فإن هذه الدول الكبرى، تكون بمثابة المتحكم في قرارات المجتمع الدولي في كثير من الأحيان، وهو تحكم غير منصف مع معظم القضايا، وأهمها قضايا الإرهاب. الكيل بمكيالين أما د. فهد بن حمود العنزي، فيشير من جهته إلى ما ينتهجه المجتمع الدولي من سياسة الكيل بمكيالين، في تعاطيه مع قضايا الإرهاب، موضحاً ذلك بقوله: هناك تركيز كبير من قبل الدول الغربية على الجماعات المتطرفة الإسلامية، بمعزل عن الجماعات الإسلامية المتطرفة المرتبطة بإيران، فعلى سبيل المثال، نجد أن حزب الله على الرغم من تصنيف ذراعه العسكرية ضمن المنظمات الإرهابية، إلا أن ذلك لم يؤدِ إلى تصنيف الحزب بأكمله بل جزء منه، بل سمح للمكتب السياسي للحزب بالعمل بشكل مشروع، دون تجريمه، وفي هذا انحياز كبير. أيضاً نكاد لا نجد ذكراً، للحرس الثوري، وفيلق القدس، وبعض المنظمات الإرهابية المرتبطة بإيران، في كل من العراق وسوريا ولبنان، وما تقوم به هذه الجماعات من أعمال قتل وتدمير. أضف لذلك، الجماعات المرتبطة بالحوثي، المرتبط بشكل كبير بإيران، إذ لم تواجه هذه الجماعات والمنظمات الإرهابية الإيرانية، ذلك الهجوم الذي جوبهت به المنظمات الإرهابية في الدول العربية، وفي هذا دلالة على أن المجتمع الدولي، يكيل بمكيالين مختلفين في تعامله مع الإرهاب، ومرد عدم العدل في هذا التعاطي، يعود إلى أن الغرب في توجهاته في مكافحة الإرهاب، يركز بشكل خاص على الإرهاب السني في المنطقة، وإن كنا ضد هذا الإرهاب، إلا أننا أيضاً ضد الإرهاب الذي يتأتى من الجماعات المتطرفة التابعة لإيران، خاصة ذلك الذي يتغلغل في منطقة الشرق الأوسط، وتحديداً في عدد من الدول العربية. إيران حاضنة الإرهاب من جهته، يقول د. طلال ضاحي: دون أدنى شك، تعتبر إيران حاضنة للإرهاب، والمنظمات التي ترعاها تمارس عملاً إرهابياً تحمل كل مقومات العمل الإرهابي، ومع ذلك نتساءل: لماذا تستثنى هذه المنظمات من عقوبات دولية رادعة أسوة بالكثير من المنظمات التي طالتها العقوبة، باعتبارها منظمات إرهابية؟، وللإجابة عن هذا التساؤل أقول: من الواضح أن هناك لعبة أمريكية إيرانية في هذا الخصوص، فأمريكا تمارس الدلال مع إيران، كما كانت ولا تزال تمارسه مع إسرائيل، وبذلك أصبحت إيران وإسرائيل من وجهة نظر الخارجية الأمريكية، في خندق واحد، وعندما نتحدث عن الإرهاب كمفهوم، نجد أن الولايات المتحدة الأمريكية، تدعي أنها تشن حرباً على الإرهاب، في وقت لا تتطرق فيه لإرهاب الدولة الذي تمارسه إسرائيل تحت بصر وسمع العالم أجمع، وبالذات تحت أنظارها، ومع ذلك نسمع منها مباركة، ولا نسمع حتى مجرد استنكار، أو تنديد مما يرتكب بحق الشعب الفلسطيني، بل إنها تبارك هذا العبث الإيراني في المنطقة، لأنه يصب في النهاية إلى تدعيم الفكر الأمريكي الرامي إلى خلق كيانات صغيرة في منطقة الشرق الأوسط، أو ما تعارف على تسميته من قبل وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة كونداليزا رايز (الشرق الأوسط الجديد)، والذي وصفته ب (الفوضى الخلاقة)، نظراً لما ستعتري دوله من خلافات تفقده الأمن والاستقرار، نحو إيجاد خريطة جديدة للشرق الأوسط، وما تجده منظمات الإرهاب الإيرانية من مباركة أمريكية، ما هو إلا تعبير صادق عن رضا الإدارة الأمريكية للممارسات الإيرانية في منطقة الشرق الأوسط، ولا غرابة في ذلك، إذا ما علمنا أن إيران تنفذ الأجندة الأمريكية في المنطقة بكل دقة وأمانة، وهذا هو سبب السكوت الأمريكي، ومن خلفه المجتمع الدولي. التحرك الإقليمي والتصادم وباعتقاد د. عايد المناع أن أسباب التجاهل الغربي والأمريكي الذي يقود الحملة ويواجه الإرهاب هو تصادم بشكل واضح مع الأطراف غير المرتبطة بإيران مثل اصطدامه بالقاعدة وطالبان في أفغانستان، واصطدم معهم بأماكن أخرى وامتدت هذه الأنشطة حتى إلى الولايات المتحدة في نيويورك وأماكن حيوية أخرى. ولفتت الأنظار إليها بأنها الخطر المحدق بالغرب وأمريكا في حين أن القوة المرتبطة بإيران كانت تتحرك داخل إطار إقليمي وفي الدول المجاورة لإيران، مثلاً نجدهم في سورية ولبنان وإلى حد ما في اليمن وفي العراق بعد سقوط صدام. إيران استفادت من تجربتها السابقة سريعاً عندما قامت بمحاولات اغتيالات ممولة من قبلها لشخصيات إيرانية؛ وهذه ليست غريبة وهذه نقطة تحسب لها.. فكل الذين حاولت اغتيالهم بالخارج كانوا معارضين إيرانيين وبالتالي الغرب لا يشعر بذلك لكون هذه الشائعة في العالم الثالث، وبما أن المنظمات المحسوبة على إيران لم تمس المصالح الغربية والأمريكية، بالتالي لا يستغرب وجودها الديني والسياسي في مناطق معينة. والقوة الأخرى وجدت أنها تمثل خطرا لمصالحها الإقليمية والخارجية فهيأ ذلك لمحاربتها، كما أن القوة المرتبطة بإيران لا تضر بإيران لكن القوة المحسوبة على الطرف الآخر ضررها على ناسها أكثر من ضررها على الناس الآخرين. ولعل كل هذه التنظيمات تحت المسميات المختلفة، داعش، النصرة، أنصار الشريعة، الجماعة الإسلامية هي تفرعات من القاعدة،، فهي الأم التي أنجبت هذه التنظيمات الأخرى، والغرب وأمريكا ينظر لها كجماعات إرهابية وأصبح يحمل مكافحة الإرهاب. وفي ذهني هذه التنظيمات نتذكر للأسف ما عملته القاعدة بالسعودية والدول الأخرى وفي اليمن ومازالت مستمرة إلى اليوم، لذا لا نرى حلاً إلا بأن نساير الغرب وأمريكا لضربها وضرب إخوانها وبناتها. ولو تساءلنا عن مدى خطر هذه المنظمات الإرهابية الإيرانية الصنع، فإن جميعها تشكل خطراً، ومخاطرها لاتقل خطورة عن التنظيمات الأخرى.. كل تنظيم طائفي هو تنظيم إرهابي لأنه ينطلق من الكره للآخر والخوف منه في الوقت نفسه. إيران وطرق النعومة ومن جانبه يقول د. محمد الفيلي: أعتقد بكل بساطة أن اليوم مع وجود إرهاب يعد بشكل عام هو الأمر الأكثر تأثيراً وهو ما يلفت الأنظار أكثر على الساحة الدولية وضرورة العمل على الالتزام لمحاربته.. بقي أن نقول إن الصراع الإقليمي بين القطبين في المنطقة يقود بالواقع إلى وجود مصالح .. واليوم طرق إيران كما نرى أسلوبها قد تكون أكثر نعومة، وأي طرف كان مدعوماً يأخذ دعماً مماثلاً كما المنظمات الإرهابية الأخرى.. لذا قد يكون إعادة لفحص توجه المجتمع الدولي للإرهاب، إذ إن حزب الله نال تجريماً من المجتمع الدولي، وعليه تعاملنا مع الموضوع بأن ننطلق بالمشكلة، هل هي مشكلة تجريم الإرهاب لمن يدعمها هذا أو هذا أم الإرهاب ككل». يجب أن تنطلق النظرة لمصالح أوسع لأن خطر الإرهاب يأتي علينا من هذا الطرف أو الآخر وبالتالي تكاتف الجهود لمواجهة «الإرهاب» ككل. الإرهاب واحد ويقول، د. يسري الغرباوي: إن الإرهاب واحد سواء في السنة أم في الشيعة، فإذا كان المجتمع الدولي يرفض إرهاب السنة فمن أولى أن يدين ويشجب ويزيح إرهاب الشيعة بكل ما أوتي من قوة. وأضاف، الهدف الأمريكي من بقاء المنظمات الشيعية ودعمها هو دعم النعرات الطائفية في العالم العربي، وهو ما سيضعفها، فقد حاول الأمريكان ضرب الوحدة بين المسلمين والمسيحيين في هذه المجتمعات وعندما فشلوا اتجهوا لإثارة الخلاف بين شقي الأمة السنة والشيعة. وأكد، أن هناك دعماً أمريكياً خفياً للمنظمات الشيعية ليس لكونها شيعية ولكن لأن أمريكا تريد إثارة الخلافات الدائمة في المجتمعات العربية، والمجاميع الشيعية هي أكثر التنظيمات الإسلامية تحقيقاً لهذا الغرض. تورط أمريكي ومن جانبه يقول د. جمال سلامة: لا بد أن تكون هناك إرادة حرة من قبل الدول العربية والإسلامية وإيران على وجه التحديد بتفكيك الجماعات المسلحة التي تعمل لحساب البعض، فوجود هذه الجماعات تشجع على ممارسة العنف. وأضاف، نشاط التنظيمات المسلحة الإيرانية دليل على عدم وجود نية أمريكية في القضاء على الإرهاب، إنما تقوم بصناعة صراع طويل الأمد بين الكيانات العربية والإسلامية وبعضها وبين إيران، حتى تضعف كل هذه الكيانات لصالحها. ولفت، إلى أن أمريكا متورطة بشكل كبير في دعم الإرهاب الدولي وليس في محاربته، وكان أولى بها انتقاد المنظمات الشيعية العامة وليس الاقتصار على حزب الله فقط 00لموقفه الواضح من إسرائيل. عدة أسئلة وقال، السيد يسين: الإرهاب لا دين له، وإيران تستخدم بعض هذه المنظمات حسب أهدافها، حتى وإن رفع بعضها شعار قتال إسرائيل أو حتى رد الإرهاب الذي تقوم به بعض الجماعات المسلحة، فالإرهاب سلوك واحد يجمع السنة والشيعة. وأضاف، البعض يعتقد أن إرهاب بعض الجماعات الشيعية مجرد رد فعل، وهذا غير صحيح على الإطلاق، فهو فعل بهدف فرض السيطرة على العراق كاملاً كما حدث في اليمن من قبل الحوثيين، وكما هو حادث في مناطق شاسعة في لبنان ومناطق كثيرة. ولفت، إلى أن الإيرانيين ملزمين بالإجابة عن عدة أسئلة بخصوص دعم الإرهاب منها على سبيل المثال، لماذا يوجد بعض رجال أسامة بن لادن على الأراضي الإيرانية وزوجاته؟، ولماذا أصبحت إيران حاضنة لكثير ممن مارسوا العنف في العالم العربي حتى من أهل السنة؟ وأكد، استثناء المجتمع الدولي التنظيمات الإرهابية الشيعية من الحرب على الإرهاب بما يؤكد النية الأمريكية بإثارة النعرات الطائفية وصب مزيد من البنزين على النار وإشعال الحرائق. عامل الضغط وقال د. عمار علي حسن: إن المنظمات الشيعية والسنية أيضاً تمثل عامل ضغط كبير على المنطقة العربية، وإذا كانت هناك نية حقيقية للقضاء على الإرهاب، فمن الأولى القضاء على هذه التنظيمات جملة واحدة سواء كانت شيعية أم حتى سنية. وأضاف، أن النظام الإيراني يوظف هذه المنظمات حسب أجندته لخدمة أهدافة في المنطقة ونجح في تحقيق الكثير من هذه الأهداف يأتي فق مقدمتها عامل الضغط على دول الجوار والحلم الشيعي في التوسع، فضلاً على دعم الإرهاب والتشجيع عليه، فوجود هذه التنظيمات يساعد على وجود ودعم تنظيمات أخرى مسلحة في الطرف السني. ولفت، إلى أن هذه المنظمات نشأت بدعم إيراني صرف، وأن إيران تقوم بالإنفاق عليها، لأنها تحقق الغرض الشيعي الإيراني، وفي الوقت نفسه تمثل تهديداً إيرانياً للمنطقة العربية، ولذلك تقدم لها كل الإمكانات والدعم اللوجستي بهدف البقاء. ------------------ جمال خاشقجي: هناك توافق بين الأهداف الإستراتيجية والإيرانية وعند سؤالنا جمال خاشقجي، عما إذا كان هناك شبه اتفاق غير معلن ما بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية، أجابنا قائلاً: نعم هناك توافق بين الأهداف الإستراتيجية الأمريكية والإيرانية، وهذا سمح لمنظمات الإرهاب التابعة لإيران بالتحرك بحرية في الوقت الذي تكون فيه مواجهة مع جماعات الإرهاب الأخرى، وبالتالي هذه المنظمات الإرهابية الإيرانية الصنع ما هي إلا أدوات في أيدي النظام الإيراني يسعى من خلالها لتحقيق أهدافه الإستراتيجية والهيمنة على المناطق العربية، وللأسف الشديد أن ما يُرى من هذه المنظمات الإرهابية المعلنة، ما هو إلا جزء يسير من المكونات الحقيقية لجماعات الإرهاب الإيرانية، وهناك الخلايا الإيرانية النائمة المنتشرة في جميع دول الخليج على سبيل المثال، وهذا يمثل خطراً كبيراً على السلم المجتمعي والأمن الوطني، ولذلك يجب أن نتعامل بقوة وبحزم مع أي مصدر يهدد أمننا واستقرارنا، وعلينا أن نضرب بيد من حديد على جميع جماعات التطرف بأنواعها، ومختلف انتماءاتها، العقدية والدولية. ------------------ د. عبدالله القباع: التجربة السعودية نجحت في محاربة الإرهاب وبسؤالنا د. عبدالله القباع، عن الكيفية المثلى، التي ينبغي اتباعها في محاربتنا للمنظمات الإرهابية، أجابنا قائلاً: ينبغي أن نقتدي بالتجربة السعودية في هذا المجال، فأول ما عمدت إليه في حربها على الإرهاب، إيجاد الأنظمة الكفيلة بمكافحة الأعمال الإرهابية، ثم استتبعت هذه الأنظمة بوجود عمل إرشادي وتوعوي لمجابهة هذا العمل الإجرامي التخريبي، ثم بعد ذلك، تبعته بأعمال حازمة لمواجهة هذه الأعمال الإجرامية، وبالتالي عملت على هذه الخطوط بطريقة متوازنة، تارة باتباع الأنظمة، وتارة أخرى بالتوعية والمناصحة، وأخيراً باتباع أسلوب الشدة والحزم، وقد أثبتت التجربة السعودية في محاربة الإرهاب نجاحها المنقطع النظير، وأصبحت قدوة لدول العالم التي تعاني من المنظمات الإرهابية. ------------- د. محمد آل زلفة: المنظمات الإرهابية لا يقتصر تأثيرها على الدول المستهدفة عند سؤالنا د. محمد آل زلفة، عن المخاطر التي تمثلها هذه المنظمات على المدى البعيد، أجابنا قائلاً: الآثار التي تتركها المنظمات الإرهابية أياً كانت، زعزعة الأمن والاستقرار في أي بلد، وإزهاق الأرواح بلا أي سبب، ونسف وتخريب المنجزات الحضارية لأي أمة من الأمم، وتشويه الصورة الذاتية لأي بلد تعرضت للإرهاب، على سبيل المثال في مجال السياحة، فكثير من الدول أحجم السياح عن الذهاب إليها، لاعتقادهم أن هذه الدول مستهدفة من قبل المنظمات الإرهابية، وبالتالي قل عدد السياح، مما أثر بلا شك على الميزان الاقتصادي لهذه الدول، وعلى برامجها السياحية، إذن نحن نتحدث عن صورة ذاتية، وعن عمل حضاري مستهدف، وعن أبرياء يموتون بلا سبب، وعن أعمال تخريبية متواصلة تنتهك الحق العام، بل إن هذه المنظمات الإرهابية لا يقتصر تأثيرها على الدول المستهدفة، بل حتى على الدول التي ترعاها وتكونها، فهي في النهاية ترتد عليها.