هكذا العجلة تدور، والأيام تتداول بين الناس فيذهب رجال ويأتي غيرهم المهم من يعتبر.. نعم التغيير دوما مطلوب لتحديث المتقادم، ولتحريك الرواكد، ولتطوير الإجراءات، ولحل المشكلات الطارئة.. ولا شك أن التغيير الوزاري الذي اعتمدته القيادة الرشيدة يصب في تحريك عجلة التطوير، وتحقيق المصلحة الوطنية، وتجديد الدماء للوصول إلى الأهداف المرسومة، وبرمجة خطط جديدة، ومتوازنة تواكب كل متغير ومستجد في الوزارات المعنية. والتغيير الوزاري الذي تمّ.. هو في وزارات تتصل مباشرة وعمليا بمصالح المواطن.. وخصوصا الصحة والشؤون الاجتماعية التي تمس حياة المجتمع على كافة شرائحه وكذلك مجال الإعلام الذي يلقى على عاتقه دور التثقيف والتوعية، والمنفعة العلمية، والترفيه المتزن.. وميدان الشؤون الإسلامية الذي ينشر عبره الدين القويم، ويعزز الأمن، ويبثّ الحق. كل ذلك يجعلنا نتأكد أن القيادة الرشيدة تسعى دوما للصالح العام، ونتيقن أن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله ـ أعانه الله ـ يقوم بالتقويم والتقييم المستمر والمثمر لتقرير المصالح الوطنية في أي زمان، وفي أي مكان ليسهم أي قرار متخذ بتطوير الوطن برؤى ناضجة، واختيارات ناجعة. حاجة الوزراء لنا وخصوصا المعيّنِين الجدد في هذا الوقت هو الدعاء لهم بالتوفيق، والسداد، فهم سيبدؤون بهدوء في تقويم الخطط والجهود السابقة، وإعادة النظر في أمور كثيرة، ودراسة أوضاع مهمة كما يجب على المواطن الصبر وفهم الواقع.. ومنح الفرصة والمساحة للجهات المعنية بالتقويم لا أن نجعل من أنفسنا مقيّمين للأشخاص دونما فهم للفكر، والخطط، والاستراتيجيات المطروحة.. لذا وجب أن نفكر بعمق يتجه نحو المستقبل.. ووجب علينا النقد البنّاء، وتزويد المسئول بالملاحظات، أو الشكاوى، أو التنبيه على أمور قد تفوت عليه بأساليب واضحة ومجردة من الأنانية، والعاطفة، وبعيدة عن التشنج والاحتقان. من وجهة نظري المتواضعة أن ما يحتاج إليه الوزير الجديد في بداية استلامه منصبه بعد توفيق الله واشدد عليه.. هو اختيار، ولمّ، وتأليف البطانة الصالحة حوله والتي ـ بإذن الله ـ تعينه على الحق، وتنير له الطريق وتوصله إلى الحقائق، ووقائع الأمور. ندرك أن كل ما نطالب به ليس مجهولا عليهم فهم أقدر منّا.. لكن من باب التذكير فأي وزير يحتاج في بدء مهامه أن يكون مستمعا جيدا لكل ما يطرح أمامه من هموم وشجون وآراء والاستماع للصغير قبل الكبير، وللموظف البسيط قبل المسئول المرتفع، والإنصات للمواطن بكل أريحية.. ومطالبا بالتأكد، والتيقن، والبحث، والتقصي لا الاعتماد على النقل.. كما نتمنى منه بأن يكون لديه جرأة كبيرة في مجابهة أي حرس قديم يحارب التطوير والتنظيم.. وعدم نسف أي خطط وبرامج وسياسات سابقة صبت في منفعة الوطن وفرح بها المواطن.. وليت كل وزير يتمعن ببصيرة في الاقتراحات المعقولة وتبنيها وتطويرها.. وينتبه للمستفيد الأول من وزارته حين يقدم الحلول للمشكلات، أو الآراء، أو المقترحات في مجال عمله.. ولعله يستوعب أخطاء من كان قبله ليغيّرها بعقلية المصصح الراشد، ويتعرف على كل مفاصل وزارته بدقة ليكون الأداء نوعيا. ختام القول: ليعلم أي وزير أنه كما أتى اليوم سيذهب كغيره في يوم ما وسيكون له رصيد إما من الحب والذكر الطيب أو عكس ذلك وما أسرع الأيام، وأقرب النائبات.. لذا فإن ثِقل الأمانة، وعِظم المسئولية، وحجم المهمة الوطنية في مقاليد الوزارة كبير جدا.. ولا شك أن جعل الرؤى واضحة، والمشكلات معروفة، والحلول نافذة، والخطط مبرمجة مطبقة، ومصلحة المواطن مقدمة، كل ذلك يسهم حقا في تطوير كل قديم، وتفعيل كل معطل، وتنشيط كل كسل، وتعديل كل مائل، وتصحيح كل خطأ.. وسننتظرهم بتفاؤل.. ونحن ونسأل الله لهم التوفيق ولوطننا الرخاء والأمن والاستقرار