نجحت قمة الدوحة في التأكيد على أن ما بين الخليجيين من أواصر القربى وتشابك المصالح ووحدة المصير أكبر وأقوى من أن تفسده اختلافات في وجهات النظر في بعض القضايا. فقد أكد بيان القمة الختامي أن الاحتكام للعقل، والموضوعية في تقدير المواقف، والقناعة بالمشترك، كفيلة بالعودة إلى الأصل الذي قام من أجله مجلس التعاون، يوم كانت المنطقة في حاجة إلى كيان يوحد الكلمة ويلم الشمل ويفعل وتيرة الانسجام والتقارب ويعمل على إزالة كل عوائق استثمار الانسجام؛ من أجل مجتمعات آمنة مستقرة قوية متماسكة قادرة على مواجهة الأخطار والتحديات التي تهدد أوطانها ومكتسباتها مهما كانت تعقيداتها ومصادرها. وخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز ــ حفظه الله ــ حين أطلق دعوته للانتقال من التعاون إلى مرحلة الاتحاد، إنما كان يستجيب لظروف المرحلة وتطوراتها، وينظر بعين البصيرة والحكمة إلى المستقبل وما قد يحمله من متغيرات وأحداث وضرورة الاستعداد لها بما تتطلبه من وسائل وأدوات، في عصر يشهد العالم التكتلات الإقليمية من أجل حماية الأوطان والثروات. وإقرار قمة الدوحة الاستمرار في المشاورات لتحقيق مقترح خادم الحرمين الشريفين يؤكد أن القادة يستجيبون لتطلعات وأماني شعوبهم، ويدركون أهمية الاتحاد لأمن واستقرار المنطقة والعمل المشترك لدفع الأخطار الخارجية وتمتين الجبهات الداخلية ضد ظاهرة الإرهاب والتشدد والتطرف. إن الاستمرار في التشاور على طريق الاتحاد يستجيب لدواعي التقارب على جميع المستويات السياسية والأمنية والاقتصادية والإعلامية، ويشجع الأفكار والمبادرات المعينة على تحقيق أمل الجميع.