×
محافظة المنطقة الشرقية

محمد سالم : التوفيق لم يحالفنا أمام الخليج

صورة الخبر

الطلاق حل رباني شرعه الله من أجل الفصل في الخصومة بين الزوجين اللذين استنفذا كافة الوسائل الممكنة للحل الودي فكان من أجل تصحيح الحياة والتجديد وبداية المشوار مرة أخرى بطريقة جديدة بإذن الله، ولم يكن الطلاق يوماً وسيلة ابتزاز أو تفريغ شحنة غضب آنية، إلا أن الواقع المرير يقول أن الطلاق أصبح مجالاً لإبراز تفاهة العقول وانعدام المسؤولية الفكرية والاجتماعية، وقد أصبح واقع المحاكم السعودية اليوم أقرب للمضحك المبكي بسبب دعاوى تصلح لتكون مسلسلاً كوميدياً لا لتكون واقعاً اجتماعياً حقيقياً. في التحقيق الآتي يطلعنا المستشار الأسري عبدالرحمن القراش على أتفه أسباب الطلاق في المملكة التي اطلع عليها ورأيه في هذه الظاهرة السلبية ... بداية يقول القراش: "من المؤسف أن تكون بعض قضايا الطلاق ذات دواعٍ تافهة، ولكن أصحابها يرون من وجهة نظرهم أنها تعمل على استحالة العشرة والتأقلم وتحول دون السعادة ناهيك عمن يطلّق دون اللجوء للقضاء بل يكتفي برمي زوجته عند باب أهلها تكرّماً منه أو يطردها للشارع مباشرة أو هي تخرج من تلقاء نفسها لأسباب تثير العجب ويمكن تقسيمها إلى تراكمية ولحظية". ويشير إلى أن الأسباب التراكمية تتمثل في ما يأتي: - الطلاق بسبب الميول والتعصب الرياضي. - الطلاق بسبب شخير أحد الزوجين الدائم. - الطلاق بسبب النسيان المتكرر للمناسبات الخاصة كعيد الزواج أو الميلاد. - الطلاق بسبب رائحة الأقدام أو الفم أو التعرّق الزائد دون بحث عن العلاج من قبل. - الطلاق بسبب الاختلاف على تسمية المولود كل مرة. أما الأسباب اللحظية فهي: - طلاق بسبب رفض الزوج شراء بالونات وورود. - طلاق بسبب شراء الزوج عطراً نسائياً. - طلاق بسبب انكشاف شعر الزوجة دون قصد في المول. - طلاق بسبب عدم الاستئذان في شرب علبة الكولا الخاصة. - طلاق بسبب الضحك على موقف ظريف وقع فيه أحد الزوجين. ويقول القراش: "إن الزوجين في هذه النوعية من الطلاق يجهلان أو يتجاهلان ما يترتب على الطلاق من جرح نفسي في نفس الرجل والمرأة على حد سواء ومن تأثير اجتماعي سلبي خاصة في حال وجود أبناء"، لافتاً إلى أن على الزوجين الجلوس سوياً ليتدبرا أسباب المشكلة دون أن يلقي أيهما المسؤولية على الآخر، وهذا الحل ينجح في حالة نضج الطرفين نضجاً كافياً، وهو بمثابة مراجعة ذاتية للعلاقة الزوجية وإعادتها إلى مسارها الصحيح دون تدخل أطراف خارجية، فالحياة عموماً لا تخلو من أوجه الاختلاف والتباين الفكري والنفسي، ولكن عندما نفشل في تجاوز الخلافات تتحول مع الوقت إلى صراعات، لهذا نحتاج أن نتعلم مهارات أساسية في كيفية حل الصراع حين ينشأ حتى لا يهدد حياتنا واستقرارنا، وهذه المهارات تكون من خلال القراءات والدورات المتخصصة والمبسطة، بالإضافة لوضع العلاقة الثلاثية "الله – الزوج – الزوجة" أمام كل طرف دائماً يخفف من حدة الصراع ويهيئ النفس للتسامح لتقبل بالصلح وإدراك أن للأطفال حق في العيش بين الأبوين مهما كان الخلاف، فبقاؤهما أولى من افتراقهما .