أكد رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار الأمير سلطان بن سلمان، إخضاع جميع المواقع التراثية والأثرية لعمليات ترميم وتطوير، بهدف الحفاظ عليها وفتحها أمام المواطنين من خلال المستثمرين، وذلك ضمن مشروع الملك عبدالله للتراث الحضاري، واصفاً هذا المشروع بأنه «كبير ورائد». وقال: «إن المشروع سينفذ في المنطقة الشرقية، ومحافظة الأحساء بخاصة، خلال الأشهر الثلاثة المقبلة». وأكد الأمير سلطان بن سلمان في تصريحات صحافية أمس، خلال زيارته محافظة الأحساء، على «استعادة التاريخ الوطني العظيم، عبر إحياء هذه المواقع»، مضيفاً: «إن التراث والتاريخ حين يبقيان في الكتب والأوراق مهما كانت عظمتهما، يظلان عاجزين عن إيصال المعلومة، حتى يُفتح وتأتيه الناس». ولفت إلى أن الهفوف والأحساء عامة لها «دور كبير في تأسيس هذه الدولة المباركة، منذ بدايتها قبل أكثر من 300 عام، وهو دور تاريخي نعتز به، وحديثاً كان للأحساء دور كبير، بعدما أن فتحت على العالم نافذة اقتصادية كبيرة جداً، أسهمت في بناء هذه الدولة» في إشارة إلى النفط. والتقى رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار أمس، لجنة من منظمة «اليونيسكو»، مخصصة لاعتماد الهفوف وتسعة مواقع سعودية أخرى في قائمة «التراث العالمي». وقال: «إن الهيئة تعمل بتوجيهات عليا، وبشراكة كبيرة مع جميع الوزارات، وأيضاً مع إمارة المنطقة الشرقية، ممثلة في الأمير سعود بن نايف، الذي يعمل معنا لحظة بلحظة، وننسق معه لزيارة المكان، والالتقاء بفريق «اليونيسكو» مع محافظ الأحساء الأمير بدر بن جلوي، ضمن خطة منظمة، سنتفق عليها خلال الأسابيع المقبلة، لتطوير هذا المسار». وأشار الأمير سلطان بن سلمان إلى أن تسجيل المواقع في قائمة التراث العالمي «ليست عملية سهلة، فلابد أن تثبت أن هناك جدية، سواء من الدولة أم السلطات المحلية، ومن الشركاء، وأهمهم أمانة الأحساء، ونعمل جميعاً منذ فترة طويلة في الطريق الصحيح، والمواطنون عليهم دور كبير جداً، فنحن نعمل بشراكة كاملة لإنجاز هذا الموضوع، الذي يتوقع أن يكون ملفه جاهزاً خلال عام»، لتقديمه لـ «اليونيسكو»، مؤكداً أنه «يحتاج عملاً كثيراً لينتهي، ولإثبات أن هذا الموقع استثنائي، ويستحق أن يسجل في موقع التراث العالمي». وطالب الأمير سلطان جميع المواطنين أن «يتكاتفوا للمحافظة على المواقع التاريخية والطبيعية والمزارع المحيطة بالهفوف». وأوضح أن «الأصل التاريخي يجب أن يظل ناصعاً، ويعاد ترميم هذه الأماكن، وكذلك وجود الخدمات والطرق وتحويل المنطقة إلى موقع اقتصادي. لأن الهفوف تملك هوية تاريخية، تتمناها الكثير من المدن على مستوى العالم». وذكر أن «العملية متكاملة اقتصادية وتراثية وتاريخية»، مفيداً أن «التاريخ الوطني مهم كثيراً». وأوضح أن «الهيئة العامة للسياحة والآثار تنفذ خطط الدولة التنموية، التي تحرص على أن يكون المواطن هو الأولى باحتلال الأماكن الوظيفية». وذكر أن «قطاع السياحة هو ثاني قطاع داعم للاقتصاد السعودي، على رغم أنه قطاع لم يبدأ بعد بالإنتاج السياحي المأمول». وبيّن أنه سيتم قريباً «انطلاق وجهة العقير السياحية، وربطها مع الهفوف، ليكون هناك منتج تراثي تاريخي، إذ تعتبر قلباً نابضاً للمنطقة المحيطة». وأكد أن هناك «سوقاً ضخمة في الرياض والمنطقة الشرقية والخليج. ويجب على الهفوف الإفادة منها، لتهيئ نفسها لتكون عاصمة اقتصادية مبنية على مقوماتها وأهميتها، كون الأحساء لها مستقبلاً كبيراً». يذكر أن مدينة الهفوف دخلت ضمن عشرة مواقع سعودية، سيتم الرفع بها لتسجيلها في قائمة «التراث العالمي»، لدى منظمة اليونيسكو. ويجيء هذا الاختيار نظراً لما تتمتع به الواحة من مميزات سياحية وطبيعية غير عادية. ويعتبرها بعضهم من أهم الواحات الزراعية في العالم، لاشتهارها بزرع أنواع كثيرة من النخيل، الذي ينتج أجود وأفضل أصناف التمور المحلية