وصل الرهينة الفرنسي المحرر سيرج لازاريفيتش صباح اليوم (الأربعاء) إلى فرنسا، بعدما قضى أكثر من ثلاث سنوات في الأسر بأيدي تنظيم القاعدة في مالي. وقال مصدر في مالي لـ«الشرق الأوسط» إن تحرير الرهينة جرى قرب مدينة كيدال شمال شرقي مالي، وذلك عبر سلسلة من الوسطاء، وبرعاية حكومتي مالي والنيجر. ونقل الرهينة بطائرة فرنسية إلى نيامي عاصمة النيجر؛ من كيدال، التي توجد بها قوات فرنسية، وتسيطر عليها الحركة الوطنية لتحرير أزواد (الطوارق). وأكد المصدر أن متشددين اثنين أطلق سراحهما من سجن في العاصمة المالية باماكو، مقابل تحرير لازاريفيتش الذي ظل محتجزا طوال فترة الحرب التي شنتها فرنسا على الجماعات المسلحة في مالي. ولم يشر المصدر إلى وجود فدية مالية في صفقة الإفراج عن الرهينة، لكنه لم يستبعد ذلك. فيما لم يتضمن بيان الرئاسة الفرنسية أمس أي إشارة إلى احتمال دفع فدية أو تبادل سجناء. وقال الرهينة السابق الذي أعيد في طائرة حطت في مطار فيلاكوبلاي العسكري جنوب باريس إن "استعادة حريتي أمر جميل". وكان الرئيس فرنسوا هولاند ووالدة الرهينة السابق وشقيقته في استقباله لدى نزوله من الطائرة الحكومية الفرنسية القادمة من العاصمة النيجرية نيامي. وقال هولاند "أريد أن أوجه رسالة بسيطة وواضحة إلى كل مواطنينا الذين يمكن أن يوجدوا في مناطق خطيرة: تجنبوا التوجه إلى مكان يمكن أن تخطفوا فيه، نحن في عالم خطير". وكان بانتظار لازاريفيتش نجل فيليب فيردون الذي خطف معه وقتل، وعدد كبير من الصحافيين. وأضاف لازاريفيتش (51 عاما) الذي قدم برفقة ابنته ديان التي حضرت مساء أمس إلى النيجر لاصطحابه "نشعر بالضياع وعدما نكون على شفير الموت لا نفكر بالحياة". ونقل بعيد وصوله إلى مستشفى عسكري لإجراء فحوص، قبل أن يجتمع بعائلته بعيدا عن الإعلام، على ما أفادت خلية الأزمة المكلفة ملفه. وخطف سيرج لازاريفيتش الذي يحمل الجنسيتين الفرنسية والصربية من طرف متشددين في نوفمبر (تشرين الثاني) 2011 في فندق كان ينزل فيه في هومبوري بمالي مع فيليب فيردون. وعثر على فيردون مقتولا برصاصة في الرأس في يوليو (تموز) العام الماضي. ووصفت "القاعدة" الرهينتين بأنهما من الاستخبارات الفرنسية. وما زال ثلاثة هم سويدي وهولندي وجنوب أفريقي يحمل الجنسية البريطانية، محتجزين رهائن لدى "تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي".