كنت في مصر الحبيبة قبل أيام فاتصلت على صديقي الأستاذ مجدي إيدر عضو مجلس الشرف في نادي الزمالك فجاءني ومعه ابنه الصغير في السن الذي لا يتجاوز عمره عشر سنوات حاملاً معه حقيبة فيها ملابس رياضية فقلت للصديق مجدي (فين رايح بابنك)؟ فقال آخذه يوميًا إلى النادي فهو مسجل في النادي ضمن البراعم، فذهبت معه لمشاهدة تمرين البراعم في النادي العريق وكان مكتظاً بالعوائل بعضهم لديهم أطفال مسجلون في كشوفات النادي كبراعم وكان تمريناً شيّقاً يدل على اهتمام كبير بالبراعم وبعد أن انتهى التمرين الخاص بهم خرجنا ومعنا بعض المهتمين بالنادي إلى شرفة مربعة لمشاهدة تمرين الفريق الأول وفي ذهني التطور الكبير للكرة المصرية والدوري المصري والمواهب التي جعلت لمصر سمعة حسنة في المجال الرياضي فهذا النادي يكتظ بالنجوم ،فهذا شيفو اللاعب الذي نال إعجاب الجمهور السعودي بما يحمله من مستوى رياضي وأخلاقي عالٍ فكان من ضمن اللاعبين المؤثرين في النادي ومن يشار لهم بالبنان بأن لهم دوراً كبيراً في حصول النادي الأهلي السعودي على بطولتين (الدوري والكأس). شاهدنا التمرين الذي كان يذخر بالنجوم وكان ذكرهم بين الحضور في الشرفة من قِبل المهتمين بالنادي وكنّا نسمع تعليقات جميلة منهم عن الكابتن الخلوق والممتع أحمد توفيق مع أنه لاعب صغير في السن ولكنه كبير في الأداء الممتع ومع كل لمسة من الكرة تجد الحضور يهتفون شوف كيف توفيق ،معلم عندما يلمس الكرة ،ومعلم عندما يراوغ ،ومعلم عندما يمرر لأنه يجيد تسليم الكرة وتحديد مسارها الصحيح من بين أقدام الخصوم لترتد الكرة إلى رِجل لاعب آخر فيقال هذا مصطفى فتحي فيبدأ التعليق الجميل على أداء هذا اللاعب الذي يسمونه (حبة الكريز) ،وهناك أعداد كبيرة من اللاعبين المصريين مثل عمر جابر الذي تعاقد معه نادٍ سويسري ..ولا يمكن أن يدور حديث رياضي سواء كان الحديث يضم مجموعة من الزملكاوية أو حتى من أي نادٍ آخر إلا ويُذكر أيمن حفني اللاعب الفنان المبدع الذي يقول عنه إخواننا المصريون حمامة الأيك ،فهذا اللاعب يجعلك تستمتع بما يؤديه من مهارة فائقة تجعل المشاهد يتمنى أن تظل الكرة في رِجله لأنه يتحكم بها كيفما يشاء وبمهارة عالية لأنه يستطيع المرور بين أي خصم بمهارة كبيرة ومما يميز حمامة الأيك أنه يتجاوز كل من يقابله من لاعبي خط الدفاع وتقديم الكرة على طبق من ذهب للمهاجم الذي يلعب معه بطريقة لا يجيدها غير أصحاب المواهب الذين صُقلت موهبتهم من الصغر عن طريق الاهتمام الكبير، وهذا العمل يُحسب لإدارة النادي برئاسة المستشار مرتضى منصور. إنّ تطور الرياضة في أي بلد من البلدان لا يتحقق إلا إذا أدّت الفرق الرياضية دورها في صقل المواهب وكانت ساحة لفنون الكرة والرياضة عموماً وكانت -فعلاً لا قولاً- نموذجاً يشجع الآباء على إلحاق أبنائهم فيها وهذا الأمر يحتاج إلى توعية خاصة من الإدارات التي تقود النادي ليسعى لتطوير جميع الألعاب فيه لتكون جاذبة وليست طاردة فإن لم يكن حال الأندية جاذباً فكيف لنا أن نرى مواهب نستمتع بفنها وأدائها الرياضي والأخلاقي الرائع، فهنيئاً لمصر هذه المواهب الموجودة من شيفو وتوفيق ومصطفى وحمامة الأيك وغيرهم وعلى المواهب القادمة التي رأيتها ورأيت الاهتمام بها، والرياضة لا تتطور إلا من خلال أندية متطورة ،أما إن لم يحصل مثل هذا التطور فسوف تظل النوادي في أي مكان عاجزة عن صقل أي موهبة رياضية وتقديمها لتمثل الوطن بجدارة واقتدار. assas.ibrahim@yahoo.com