--> تعيش المجتمعات الإنسانية منذ بداية الحياة في مراحل وظروف مختلفة وتتحكم بها المصالح أو المعتقدات وما أدل على مبدأ المصالح إلا قصة قابيل وهابيل التي وردت في القرآن الكريم، أما المعتقدات فالدليل ما واجهه الرسول -صلى الله عليه وسلم- في دعواته إلى دين الله الحنيف رغم أنه بين أهله وعشيرته، وهكذا استمرت الطبيعة البشرية ضمن هذا المنهج من خلال أشكال أو سيناريوهات مختلفة ولكنها تقع ضمن هذا المفهوم الذي يجب أن ندركه حتى في حياتنا العادية وبعض علاقاتنا اليومية. إن إدراك وفهم الطبيعة البشرية وما يصاحبها من متغيرات الحياة التي أصبحت تسير بشكل سريع جدًا وبنمط عالمي وليس محليًا أو إقليميًا؛ لأن هذا الفهم سوف يقودنا إلى إدراك أن الاستقرار هو العنصر الأساسي للمحافظة على المجتمع وتنميته كما أنه هو المطلب الأول للشعوب إن إدراك وفهم الطبيعة البشرية وما يصاحبها من متغيرات الحياة التي أصبحت تسير بشكل سريع جدًا وبنمط عالمي وليس محليًا أو إقليميًا؛ لأن هذا الفهم سوف يقودنا إلى إدراك أن الاستقرار هو العنصر الأساسي للمحافظة على المجتمع وتنميته كما أنه هو المطلب الأول للشعوب، لذلك نلاحظ أن كافة الدول المتقدمة والتي تتمتع بتطور ونهضة في مختلف المجالات هي دول مستقرة وبعيدة عن الاضطرابات والمشاكل التي غالبًا ما تحدث أو تعصف بدول العالم الثالث أو الدول المتخلفة التي تعاني من ضعف ترابط المجتمع وسوء التنمية والتطور، خصوصًا إذا أخدنا بالاعتبار ما يجري في بعض الدول حولنا من صراعات ومشاحنات تؤثر على كافة طبقات المجتمع دون استثناء وتثير الضغينة والكراهية بين أبناء الشعب الواحد بل بين أبناء الأسرة الواحدة، ومن الطبيعي أن المشاكل والخلافات تؤخر عجلة التقدم والنهضة في أي بلد ولهذه الأسباب يتوجب علينا النظر بإيجابية إلى المستقبل ليكون البناء عندنا مقدمًا على الهدم والتواصل والتفاهم مقدمًا على الخلاف والنقد المستمر. لذلك يتوجب علينا كمواطنين في هذا البلد الكريم الذي هو قبلة المسلمين ونواة الرسالة المحمدية أن نركز على الاستقرار والوحدة الاجتماعية مع عدم توسيع أو تضخيم الخلافات أو القصور أو الأخطاء التي من الطبيعي أن تحصل في أي دولة ومن أي شخص (مواطن أو مسئول)؛ لأن هذه هي سنة الحياة وكما يقال (لا يوجد شخص كامل)، لذا من أجل بلادنا ولمصلحتنا جميعًا نحتاج أن نحرص على الاستقرار ونتعاون على المحافظة عليه ولا نسمـح لأي شخص مهما كان أن يؤثر على هذا الهدف الأساسي في حياتنا ومستقبل الأجيال القادمة، وإلى الأمام يا بلادي. مقالات سابقة: د.عبد الرحمن الربيعة القراءات: 1