عبده خال مع كل تغير وزاري تنهض أمال المواطنين متحفزة ومنتظرة بأن القادم سيحقق أمنيات لم تتحقق. ونحن بهذا التحفز نقفز على واقع بحاجة إلى تغيرات جوهرية وجذرية في آلية عمل كل وزارة، وبحاجة ماسة إلى مراجعة أساليب العمل وتمحيص الرجال الذين ينفذون السياسات وكذلك من الأهمية وضوح الأهداف وطرق الوصول إليها في زمنية محددة بعيدا عن نثر التصاريح في مقدمة كل حلم ما زال ينسج على وسادة وثيرة. وأعتقد من المهمات الأساسية لأي وزير تتمثل في اختيار الأفراد الذين يساندونه في تحقيق رؤاه، ومشكلة كل وزير قادم ترتكز على النقطتين أولها المنفذون لرؤى واستراتيجيات القادم فإن لم يتواجد فريق كامل يؤمن بما يؤمن به الوزير فإن كل التوجيهات والتطويرات سوف توأد في مكانها ويستمر الحال على ما هو عليه، وثاني المعضلات التي تواجه الوزراء الجدد غياب مفهوم العمل المؤسساتي، وغياب هذا المفهوم يقوض الجهود السابقة ولا يتم البناء عليها مما ينتج عنه البدء من جديد، والحالتان تؤديان إلى عدم ظهور أي منجز يستشعره المواطن كتغير يوازي الرغبة التي تولد منها ضرورة التغير الوزاري. وقد شمل التغير وزارات ذات أهمية خدمية عالية، قد تكون وزارة الصحة هي الجهة التي ينتظر المواطنون تحسين خدماتها لما تعانيه من قصور حاد في تلبية احتياجات المواطن والمتمثلة في الرغبة بوجود الخدمات الطبية المتقدمة والميسرة والراقية في آن، فإن لم يستشعر المواطن بتغير فسوف يواصل البكاء على (عودة حليمة لعادتها القديمة) والأمر ذاته بالنسبة لوزارة النقل التي طالما انتظر المواطن تحسن المواصلات وإحداث نقلة سريعة ومتنوعة لوسائل النقل تدخل البلد إلى عصرنة واقعها المعاش، كما تنتظر وزارة الشؤون الاجتماعية مهمات عظيمة تحتاج إلى اتساق مع الواقع إذ أن المتغيرات الحياتية خلقت أنماطا وسلوكيات جديدة بحاجة إلى اتساع واحتواء يقدران حجم المتغير الاجتماعي الحادث في المجتمع، وقد تكون وزارة الشؤون الإسلامية في مقدمة الوزارات أهمية لمواجهة موجات الإرهاب المتدافعة على المنطقة ــ وبلادنا على وجهة الخصوص ــ في محاولة مستميتة لفك البنى الاجتماعية من خلال الخطاب الديني، وما إذا لم تتبن الوزارة تجديد الخطاب فإننا سنعيش دوامة من الاستقطاب والتحريض. وتأتي أهمية كل وزارة وفق قربها وبعدها من الاحتياجات العامة. وفرحتنا بالتغير الوزاري وقدوم رجال جدد إلى مهمات كبيرة لا يلغي شكرنا وامتناننا لوزراء ترجلوا عن مناصبهم، فمن مضى اجتهد ومن يأتي سيجتهد إلا أن مقياس نجاح الاجتهاد هو العائد الحقيقي الذي يشعر به المواطن. فشكرا لمن ترجل ورجاء لمن حضر أن لا يسترخي في كرسيه فالمطالبات تفوق أي لحظة استرخاء.