في قمة يوم واحد، التأم على طاولتها قادة دول مجلس التعاون الخليجي أمس، استحوذت الوحدة الخليجية في إطار الانتقال من مرحلة التعاون إلى مرحلة الاتحاد، ضمن المشروع الذي قدمه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز، ومواجهة "الإرهاب"، على إعلان الدوحة الصادر عن القمة الخامسة والثلاثين للمجلس الأعلى لقادة دول مجلس التعاون الخليجي، الذي جدد على الروابط الخليجية المشتركة، وضرورة السعي لتطويرها، والتزام جميع دول المجلس بالعمل الجماعي، من النواحي السياسية، والأمنية، والاقتصادية، والاجتماعية، بما يكفل خدمة مسيرة مجلس التعاون الخليجي. وأكد قادة دول مجلس التعاون في البيان الختامي الذي تلاه الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني أن دول الخليج تقف صفا واحدا ضد الإرهاب، وتسعى لتجفيف منابعه ومصادر تمويله، وجددت دول الخليج موقفها الرافض لكل صور التطرف والإرهاب، مؤكدة التزامها بنبذ التطرف الفكري، ورحبوا بقرار مجلس الأمن الدولي الذي يدين انتهاكات حقوق الإنسان في كل من العراق وسورية. ووافق قادة دول مجلس التعاون على تسريع آليات تشكيل القيادة العسكرية الموحدة للمجلس؛ معتمدين إنشاء "قوة الواجب البحري 81" الموحدة، وصادق المجلس على قرارات وتوصيات وزراء الداخلية بشأن إنشاء جهاز شرطة خليجي مقره العاصمة الإماراتية أبوظبي. وصادق قادة دول المجلس على "إعلان حقوق الإنسان" لدول الخليج العربية، داعين إلى استمرار جهود التعاون والتكامل بين الدول الأعضاء، لاسيما ما يتصل بالتكامل الاقتصادي. وفي الشأن السياسي، جدد المجلس التأكيد على أهمية العلاقات الإقليمية مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية المبنية على أسس حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لدول المنطقة، وعدم استخدام القوة أو التهديد بها، ورفض الاحتلال الإيراني للجزر الإماراتية الثلاث، وأكد دعمه السيادة الإماراتية عليها. وأكدت دول الخليج مواقفها الثابتة في دعم جمهورية مصر العربية، وبرنامج الرئاسة المصرية المتمثل بخارطة الطريق. وفي بيان احتوى على 44 بنداً، لم تغب الأوضاع العربية المضطربة عن اهتمامات القادة، إذ حضرت الأوضاع الدائرة في سورية، واليمن، وليبيا، والعراق، على الطاولة الخليجية. وأكد البيان الختامي الدعم الدائم لحق الفلسطينيين في إقامة دولتهم وعاصمتها القدس الشرقية، مديناً "الاعتداءات الوحشية" التي تمارسها إسرائيل ضد المدنيين العزل. وعدت دول الخليج استمرار تدهور الأوضاع في سورية لا يخدم أمن واستقرار المنطقة، ورحبت في الوقت ذاته بنتائج اجتماع مجلس الأمن الذي قرر فرض عقوبات على الجماعات الإرهابية في سورية والعراق. دول المجلس دعت أيضاً الأطراف اليمنية كافة لحل الخلافات بالطرق السلمية وشجب أعمال العنف التي تمارس هناك، وطالب جماعة الحوثي بإنهاء احتلال المدن اليمنية، واعتماد الحوار القائم على المبادرة الخليجية سبيلاً ومخرجاً من الأزمة. وفي الملف الليبي طالب البيان بالوقف الفوري لأعمال العنف في ليبيا، مشددا على وجوب اعتراف جميع الأطراف بشرعية مجلس النواب المنتخب. وفي نهاية القمة، أعلن ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير سلمان بن عبدالعزيز، ترحيب خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، باستضافة قادة دول مجلس التعاون، لعقد الدورة القادمة السادسة والثلاثين للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية في المملكة.