ملفات شائكة في انتظار وزير الشؤون الإسلامية الأستاذ الدكتور سليمان ابا الخيل لعل أبرزها ملف الإرهاب والفكر المنحرف الذي واجهه الوزير الجديد بحزم إبان إدارته لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية من خلال البحوث والفتاوى التي دحضت هذا الفكر المنحرف والدخيل على مجتمعنا، إضافة إلى ترشيد الخطاب الديني والتجديد في فهم الأصول والتيسير في فهم الفروع. خطبة الجمعة هي كذلك من الملفات التي تنتظر التطوير على يد الوزير بربطها بقضايا وهموم المجتمع وتطهير المنابر من الخطباء أصحاب السب والشتائم، ملفات أخرى ناقشتها "الرياض" مع مختصين في الشريعة الإسلامية تلخصت في العناية بالمساجد والجانب الدعوي المتزن وتطوير الخطباء والمؤذنين وتكثيف التواجد الإعلامي واستغلال موارد الأوقاف الاستغلال الأمثل، وغيرها. مواجهة الفكر الداعشي في البداية شدد الباحث في السياسة الشرعية الدكتور سعد بن عبدالقادر القويعي على أهمية مواصلة وزارة الشؤون الإسلامية العمل على تعرية أجندات تنظيم الدولة الإسلامية في العراق, والشام "داعش "، بما في ذلك موضوع "الخلافة المزعومة"، وذلك من خلال منابر الجمعة, ومنصات العمل الدعوي, من خلال لمجهودات خطبائها, وأئمتها, ودعاتها في تعرية "خوارج العصر", ومؤكداً في الوقت ذاته أن الوزارة هي من تملك الأداة التي تمكنها من إسقاط هذا الفكر الدخيل علما وفقها وفكرا. وشدد في تصريح ل"الرياض" على الحاجة القصوى إلى من يقوّم أفكار هذه الفئة المنحرفة, ويصون شبابها من مفاهيمها المغلوطة, وسبلها المعوجّة, وذلك عن طريق منبر الجمعة, والعمل الدعوي, والتركيز على تكثيف التواجد - من خلال - وسائل الإعلام الجديد من أجل ترشيد الخطاب الديني, والذي يجمع بين الاستفادة من التراث القديم النافع, والحديث الصالح, والتجديد في فهم الأصول والتيسير في تطبيق الفروع. وقال القويعي إن صحة موقف وزارة الشؤون الإسلامية وصواب قرارها يستدعي ترسيخ هذه المفاهيم عن طريق الورش العلمية, والدورات التدريبية, والعمل على نشر البحوث, والدراسات التي تصب في هذا الجانب من أجل تبصير المجتمع بمخاطر هذه الأفكار وتعريفهم بسماحة الإسلام ووسطيته واعتداله ونبذ كافة أشكال العنف والتطرف والإرهاب. ونوه إلى أهمية التذكير بأن الإسلام بريء من الفكر الداعشي, الذي شوّه الدين, وعاث في الأرض فسادا ودمارا وسفكا للدماء البريئة فعملوا عن قصد لإلصاق تهمة الإرهاب بالإسلام ومنحت أعداءنا الذريعة لمحاربته. تطوير خطبة الجمعة يؤكد الدكتور القويعي أن فئات من الناس ملوا طرح بعض الخطب المكررة والتي قد تصل في بعض الأحيان إلى صورة المطابقة أو أن تكون الخطبة طويلة مخالفة للنهج النبوي في ذلك, فيحصل من خلالها التشتت في بيان الفكرة. مما جعل خطبة الجمعة, أعجز من أن تجذب, أو تقنع المصلين؛ لتقديم التوجيه المناسب. فظهر التفاوت في التأثير, وحصل التباين في مدة بقاء الخطبة في الأذهان، مطالباً بوضع هذا الموضوع ضمن الملفات التي يجب أن تعيد الوزارة النظر فيها. وقال إن المشكلة تكمن أساسا في افتقار بعض الخطباء إلى الطريقة المميزة في الإلقاء, والأسلوب الجذاب, والتقليدية في الطرح. بل إنك لتعجب, حين يتحدث الخطيب بعيدا عن القضايا الساخنة, التي تهم الناس في حياتهم, ومعاشهم. فانعزلت الخطبة حينئذ عن المتغيرات وابتعدت عن حراك الحياة, فانعكس ذلك سلبا على مستوى الخطبة, وجودتها. وزاد القويعي بقوله "إن من المؤسف أن ترى في واقعنا, تصورات خاطئة في أداء هذه الشعيرة العظيمة وإنك لتحار من الفجوة بين أهداف الخطبة وبين أداء بعضهم ممن لم يعِ بعد أمانة المسؤولية وإدراك أهمية رسالة المنبر ليتصدى لهذه المهمة الجليلة فتراه يخاطب المصلين بوجه عبوس ويورد على مسامعهم ألفاظ السب, والتقريع, والتوبيخ, ورديء القول, وشنيع المقال" مؤكداً أن هذا الأمر يجعلنا بحاجة إلى توفير خطباء أكفاء, يجمعون بين الوعي بأهمية الخطبة, وأولوياتها, من جهة. وبين المهنية العالية التي تمكنهم من توفير المعلومة, والتحليل المناسب من جهة أخرى؛ ليتجلى الإتقان في أبهى صوره، مؤكداً في الوقت ذاته على ضرورة إلحاق الخطباء ببرامج تدريبية, تعتمد فن الإلقاء, والتأثير في الناس وتنمية الذات لمعرفة نفسيات المتلقين. استخدام وسائل التقنية في خطبة الجمعة وقال القويعي ان استخدام أجهزة الكمبيوتر الأصل فيها الإباحة ما لم يرد نص بالتحريم عاداً إياه وسيلة مهمة في الدعوة إلى الله, والتعليم؛ لتقريب المعلومة, وشرحها. والتواصل مع المصلين بشكل أفضل فهي بديل عن الورقة, كما شدد على أهمية استخدام شاشات العرض الكبرى في المساجد الكبيرة وذلك لمن لا يرى الإمام بحجة: أن رؤية الخطيب, لها أثر كبير في الإنصات والاستماع. فإذا لم ينشغل المصلون عن سماع الخطبة, وكان مقدار المصلحة المتحققة, أكبر من المفسدة المتوقعة, فإن الذهاب إلى جواز هذه الوسيلة هو الأقرب. متسولو المساجد! دعا القويعي إلى ضرورة التأكيد على أئمة المساجد في عدم تمكين المتسولين من التحدث في المساجد, وطلب الأموال، باعتبار أنهم يقومون باستغلال اللباس, واللهجة السعودية؛ لجمع التبرعات لجهات خارج السعودية. ولافتاً إلى أن عملا كهذا فيه إشارة إلى مدى الخطر الأمني, والاقتصادي, والاجتماعي, والفكري, الذي تمارسه هذه العصابات, عندما تتجاوز الأطر النظامية؛ لتدعي أنها تمارس أنشطة خيرية, أو إنسانية. استنهاض الفكر المستنير! وأضاف القويعي أن بعض الممارسات الخاطئة المبنية على أفكار غير صحيحة, والتي يتصف يها بعض أئمة المساجد, هي التي تهمني عند الحديث حول هذه النقطة, باعتبار أن مخاض التطورات على الساحة, ستصيب موضوع الأفكار بصورة دائمة, ومستمرة, الأمر الذي يستدعي مقاومته بالصرامة اللازمة, دون أن يكون فيها مكان لحلم أو رأفة. وزاد بقوله "إن التجرد في المنهج, يقتضي أن يبقى الواقع محكوما بالنص بفهم شمولي, وموضوعي. وهذا الأمر يستدعي من معالي وزير الشؤون الإسلامية ومن معه من رجال العلم, والمعرفة, التصدي لهذا الفكر المتشدد, عبر دراسات شرعية قوية الاستدلال, راسخة في التحقيق الفقهي, دون تردد, أو الجنوح نحو الاقتصار على حلول وقتية, قد تزيد المشكلة تعقيدا, والأوهام تأكيدا. بقي أن أشير إلى أن مواصلة وزارة الشؤون الإسلامية حملتها في العناية بالمساجد, وملحقاتها، والعمل على تدريب أئمة, ومؤذني المساجد؛ لتطوير أدائهما, والتأكيد على أن جمع التبرعات للمؤسسات الخيرية, أو غيرها، إنما يقتصر على استقبال التبرعات في المقار الرئيسة للمؤسسات والجمعيات, أمور في غاية الأهمية, كونها امتدادا للمصلحتين - الشرعية والنظامية -؛ حتى يكون مسار الأموال وفق الضوابط التي فرضتها الجهات الرسمية, وتصل إلى مستحقيها تحت غطاء رسمي ومثل هذه التنظيمات, تقتضيها السياسة الشرعية, القائمة على جلب المصالح, ودرء المفاسد على أساس التكامل, وذلك سعيا لتحقيق الأهداف الرقابية, المتمثلة في المحافظة على أموال المسلمين, ورفع كفاءة أداء الجهاز الإداري. العناية بالمساجد وتنظيم الأوقاف فيما شدد الشيخ فهد بن علي بن فردان على أهمية العناية بالمساجد وملحقاتها، والعمل على تدريب أئمة, ومؤذني المساجد وتطوير أدائهما وتحسين أوضاعهم الوظيفية مطالباً في الوقت ذاته بإعادة النظر في آلية دعم مكاتب الدعوة دون الاقتصار على منح التراخيص فقط مما جعل مكاتب الدعوة تعتمد على نفقات الميسورين من أهل الخير. فيما دعا ابن فردان إلى المرونة في إقامة المناشط من المحاضرات والملتقيات بوضع آلية للمحاضرات الدينية على أن تكون للمشايخ الموثوق بهم والمصرح لهم بإقامة المحاضرات، مختتماً تصريحة بضرورة التشديد على مراجعة أموال الأوقاف وتحويلها لدعم العمل الخيري كنظافة المساجد التي تثقل كاهل بعض الأئمة وجماعات المساجد أو مناشط المكاتب الدعوية المختلفة.