هوس الإتصالات ! بقلم : أحمد سعيد مصلح (الصحفي المتجول) كيف يكون موقفكم في(المحافل الدولية) وأنت تقود سيارتكم وإذ بسائق آخر ينحرف عن مساره فجأة ليصطدم بسيارة (حظرتكم) ويحولها إلى(طحينة ) ومع ذلك يترجل من سيارته بكل برود ودم ثقيل ليقول لكم(أيام سوري) فتظن أن هذا السائق يخبركم بأنه سوري الجنسية فتجيبه (وأيام سعودي) ثم تكتشف أن الأخ السائق كان مشغولاً في الرد على الواتساب مما أدى إلى إنحراف سيارته – بالطبع ستستخدمون سلاح (العقال ) المضاد (للقروع والصلوع وترجمتها – القرع والصلع)! وكيف يكون موقفكم في (دول عدم الإنحياز) وأنت تتحدث مع صديق لكم لم تره منذ سنوات بينما يكون هو مشغولاً إلى شوشة رأسه بالتعامل مع إحدى وسائل التواصل الإجتماعي والدردشة مع الآخرين بينما هو يتجاهل وجودكم تماماً! وكيف يكون موقفكم في (حلف الأطلسي) بعد أن لبيتم دعوة وحضرت خصيصاً مناسبة صديق ووجدت الجميع مشغولون بالواتساب أو (الرغي) بالهاتف النقال وتسجيل رقم عالمي عن أطول مكالمة هاتفية في التاريخ المعاصر – فتجد نفسك وحيداً (تنش الذباب البلدي الطازج) ! وأخيراً: تمعن وإنظر في وجوه بعض الأشخاص حيث تعتقد بأنهم قد فقدوا عقولهم – تارة يبتسم وتارة يحادث نفسه وأخرى يضحك ثم يبكي في نفس الوقت – وكل ذلك من أجل مكالمة أو طرفة وردت إليه عبر الواتساب ! الجميع مشغول بهوس الإتصالات – وحتى ولو كانوا في مجلس ومناسبة واحدة فهم يتبادلون التحايا والسلام والنكات مع بعضهم بواسطة الواتساب والصمت يسود المناسبة فلا حديث سوي بالواتساب !وحينها إما أن تصبح مثلهم – أو أن تغادر إلى غابة نائية فالعيش فيها أفضل !