خالد السليمان تحتل المملكة المرتبة الثالثة في استهلاك المياه في العالم، كما أن معدل استهلاك الفرد فيها يبلغ ضعف معدل الاستهلاك العالمي، ويقدر رئيس المنتدى السعودي للمياه والطاقة عادل بوشناق قيمة مشروعات الطاقة والمياه في السنوات العشر القادمة في المملكة بـ٥٠٠ مليار لتلبية الطلب المتزايد! لكن السؤال الذي يطرح نفسه، في ماذا يستهلك السعوديون مياههم؟! الإجابة على هذا السؤال تتطلب دراسة عادات السعوديين في كيفية استخدام واستهلاك مواردهم، تأملوا إسراف بعض السعوديين في طعامهم وشرابهم وملبسهم وكيفية استخدامهم الخشن لسياراتهم وأدواتهم وأجهزتهم لتجدوا أن الإسراف ثقافة متأصلة عند البعض مهما بلغت درجة الوعي بأهمية الاقتصاد في استهلاك واستخدام الموارد والممتلكات! إنها ثقافة استهلاكية متطرفة تفرعت من ثقافة إنفاقية غير مدروسة شعارها اصرف ما في الجيب يأتيك ما في الغيب، فالإنسان هنا لا يفكر سوى باللحظة التي يعيشها دون أي تفكير بالمستقبل، ناهيك عن ثقافة استئثارية عنوانها أنا ومن بعدي الطوفان، حيث يعيش كل شخص في عزلة عن الآخرين وكأنه غير معني بالمشاركة في تحمل المسؤولية، أو الالتزام بحصته في خدمة المصلحة العامة! اللافت أن استهلاك المياه في المملكة يزداد سنويا بمعدل ٥ % رغم كل حملات التوعية والترشيد وغرامات الإسراف والتبديد، وكأن هناك علاقة عكسية بين ازدياد مستوى التعليم وانخفاض مستوى الوعي في المجتمع!