×
محافظة مكة المكرمة

تأجيل موعد انطلاق سوق عكاظ إلى ربيع الأول لتعزيز الحضور والتفاعل

صورة الخبر

تساؤل مجنون قفز إلى ذهني فجأة فقررت أن يدور مقالي حوله هذا الأسبوع. وقالوا لو تشاء سلوت عنها فقلتُ لهمْ فإنِّي لا أشَاءُ وكيف وحبُّها عَلِقٌ بقلْبي كما عَلِقَتْ بِأرْشِيَة دِلاءُ لو كان قيس بن الملوح الذي عشق ابنة عمه ليلى وهام بها حتى فقد عقله، يعيش بيننا الآن في زمن الـ "واتساب" فهل كانت قصته ستأخذ منحى آخر وتفاصيل أخرى ونهاية أخرى؟! - لو كان قيس يعيش في زماننا ويمتلك خدمة "واتساب" فهل كان سيجعل من قصة عشقه حدثا إلكترونيا يلهب به خيال العالم المادي كما ألهب به خيال الحالمين في زمنه؟ وهل كان سيطلب من ليلى أن ترسل له صورها ومقاطعها ليطفئ لهيب الفراق في قلبه؟ أم أنه سيظل على عفته ويغالب فتنة "الواتس"؟ - هل تراه كان سيؤسِّس "قروب" لمَن يدعون العشق في هذا الزمان؟ وكم في رأيكم قد يصمد هذا "القروب" قبل أن يكتشف قيس أنه شتان بين الحب العذري والحب "الإلكتروني"، حيث يسمو الحب العذري حتى يلامس قمم الجبال صمودا وطهرا ووضوحا، ويهوي "الحب الإلكتروني" إلى حيث أعماق الكهوف المظلمة المتوارية عن الأعين؟! - هل تعتقدون أن قيسا العاشق الذي صرخ يوما توجدا بعد أن انقطعت كل سبل اللقاء بينه وبين محبوبته ليلى: خَليلَيَّ إِن ضَنّوا بِلَيلى فَقَرِّبا لِيَ النَعشَ وَالأَكفانَ وَاِستَغفِرا لِيا وإن مت من داء الصبابة فأبلغا شبيهة ضوء الشمس مني سلاميا سيكون هو نفسه في زمن "الواتس" بتلك الأحاسيس الجياشة المتدفقة نفسها والمشاعر الممزوجة بالوفاء والإخلاص، أم أنه سيلغي رقم ليلى من قائمة الاتصالات بــ "جوّاله" ويبحث عن 50 فتاة بديلة عنها في ظل الانفتاح الإعلامي! في كتابه "الحب المثالي عند العرب" يعرف الدكتور يوسف خليف، الحب العذري "بأنه ظاهرة روحية يتعلق العاشق بوساطته بمحبوبة واحدة وهو مأساة تدور أحداثها بين عاشقيْن يحققان انتصار الروح على الجسد". إليكم السؤال: هل يوجد من ضمن العلاقات العاطفية الآن في "الواتساب" والأجهزة الذكية علاقة نستطيع أن نطلق عليها الحب العذري؟ وخزة من أقسى العبارات التي قرأتها وفي الوقت نفسه أصدقها عن العلاقات في زمن الأجهزة الذكية (يقدم الشاب للفتاة الحب ليحصل على الجنس، وتقدم الفتاة الجنس للشاب لتحصل على الحب).