وجه عدد من المفكرين والأدباء والإعلاميين مطالب واقتراحات لمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، يمكن أن تساهم في تعزيز ونشر ثقافة الحوار، واستحداث برامج حوارية جديدة، وتفعيل الدور الإعلامي للمركز في وسائل الإعلام التقليدية ووسائل الإعلام الجديد. واعتبروا أن وجود مبادرات جديدة للمركز سيحد من ظاهرة الإقصاء والتطرف التي يمارسها البعض من خلال ما يطرحه في وسائل الإعلام الجديد ووسائل التواصل الاجتماعي. وأكدوا في اللقاء الذي نظمه المركز صباح أمس، في مدينة الرياض، تحت عنوان « تطوير مسيرة الحوار الوطني واستشراف مستقبلة»، على ضرورة إشراك جميع فئات وشرائح المجتمع في العملية الحوارية وتفعيل دور الأسرة، بالإضافة إلى استحداث أنشطة وبرامج تكون موجهة للطفل. كما دعا بعض المشاركين والمشاركات في اللقاء إلى تبني المركز لفكرة تأسيس هيئة مستقلة للشباب، وقيام المركز بدراسات وبحوث تتناول واقع ثقافة الحوار في المجتمع من خلال أكاديمية الحوار للتدريب واستطلاعات الرأي العام، واعتبروا أن بعض العادات والموروث ساهمت في إعاقة المشروع الحوار في المملكة. من جهته أكد الدكتور فيصل بن عبدالرحمن بن معمر، الأمين العام لمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، في كلمته باللقاء الذي افتتحه الدكتور عبدالله بن صالح العبيد، عضو اللجنة الرئاسية في المركز، أنه منذ انطلاق فكرة الحوار الوطني التي رعاها ويسرها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، والتي توجت بإعلانه شخصيًا عن تأسيس مركز للحوار الوطني، كان هناك اتجاهين وهما إما أن يكون انطلاق أعمال المركز بعد استكمال إستراتيجيته وأعمال التأسيس والدراسات والتي كانت ستأخذ وقتًا طويلًا، والآخر أن تنطلق أعمال المركز فورًا وبعد ذلك يتم تقييم التجربة. وأوضح أن وجهة نظر القائمين على المركز وعلى رأسهم الشيخ صالح الحصين رحمه الله، هي أن يكون المشاركين والمشاركات في اللقاءات الوطنية للحوار هم من يصنعون الإستراتيجية للمركز ويضعون توجهاته المستقبلية، من خلال ما يطرحون في تلك اللقاءات. وقال إننا في هذا اللقاء نسعى لتقيم مسيرة المركز من خلال معرفة رأي المجتمع السعودي بجميع مكوناته حول تجربة الحوار، وأن هناك تساؤلات دائمة من المجتمع حول مصير النتائج التي خرجت بها اللقاءات السابقة. وأضاف في كلمته أننا يجب أن نستذكر كيف كانت حالة الحوار قبل تأسيس المركز في عام 2003م، لنكون منصفين في تقييم التجربة الحوارية في المملكة، وأن من أهم أهداف اللقاء أن يشرك المجتمع في وضع رؤية وإستراتيجية مستقبلية للمركز. و قدم الدكتور فهد بن سلطان السلطان، نائب الأمين العام للمركز عرضًا مختصرًا لأبرز اللقاءات والفعاليات التي نفذها المركز خلال العشرة أعوام الماضية، وأبرز النتائج التي حققها المركز. وأوضح أن المركز عقد تسعة لقاءات وطنية شارك فيها نحو 3582 مواطن ومواطنة شملت أغلب مناطق المملكة، بالإضافة إلى اللقاءات التحضيرية التي شملت جميع مناطق المملكة، وكذلك ثمانية لقاءات للخطاب الثقافي السعودي، والتي شارك فيها جميع الشرائح والأطياف والفئات الاجتماعية، ومثلت أبناء المملكة بمختلف توجهاتهم الفكرية والمذهبية. وأضاف السلطان أن المركز يضع أولوية لتحقيق النتائج التي توصلت إليها اللقاءات السابقة، والتسريع في تنفيذها من قبل الجهات المعنية، مبينًا أن دراسة محايدة أكدت تحقيق نحو 60% من التوصيات والنتائج التي خرجت بها لقاءات الحوار الوطنية السابقة. يشار إلى أن اللقاء تناول عدد من القضايا والموضوعات الهامة التي لها علاقة بتطوير مسيرة الحوار في المملكة، من خلال ثلاث جلسات رئيسة، حيث خصصت الجلسة الأولى للقاء لمناقشة موضوع تقويم اللقاءات الوطنية للحوار الفكري وسلسلة الخطاب الثقافي السعودي، والجلسة الثانية لمناقشة سبل نشر ثقافة الحوار في المجتمع السعودي عمومًا وفي أوساط الشباب بشكل خاص وتقويم مشروع التدريب على ثقافة الحوار، والجلسة الثالثة للحوار حول استشراف مستقبل المركز من خلال تعزيز الشراكات مع القطاعات المختلفة وتوصيات للمستقبل.