أربيل: شيرزاد شيخاني مع ازدياد الضغوط الشعبية والحزبية على قيادة الاتحاد الوطني بضرورة مراجعة سياساتها ومواقفها، والعمل الجدي لإخراج قيادات من المكتب السياسي والمجلس القيادي ممن تسببوا بالهزيمة التي لحقت بالحزب في الانتخابات البرلمانية الأخيرة في إقليم كردستان، تتصاعد دعوات الكوادر والقيادات الحزبية إلى ضرورة الإسراع بحملة تطهير واسعة النطاق على مستوى قيادتي المكتب السياسي والمجلس القيادي، وتلقى تلك الدعوات تأييدا ودعما مباشرا من المجلس المركزي الذي يشكل البرلمان الحزبي، الذي دعا فعلا إلى عقد المؤتمر التنظيمي الرابع لإجراء تلك التغييرات الملحة. وأعلن عدد كبير من كوادر الحزب عن إنشاء حساب خاص على «فيس بوك» يدعو إلى حشد التأييد والدعم من أعضاء الحزب وكوادره ومؤيديه من أجل تعيين برهم صالح، النائب الثاني للأمين العام (جلال طالباني)، أمينا عاما للحزب، ودعم برنامجه الإصلاحي والتجديدي. ولكن صالح وجه رسالة إلى القائمين على المشروع طلب منهم التريث وإغلاق هذا الحساب «لأن وقت إثارة مثل هذه المواضيع لم يحن بعد، وأن إثارتها في هذا الظرف العصيب لا يخدم الاتحاد الوطني». وقال صالح في رسالته إن «مام جلال هو القائد والمرشد والأمين العام للحزب». وجدد نائب الأمين العام دعوته إلى «الاستماع إلى آراء الناس، والنظر في انتقادات أعضاء وكوادر الحزب من أجل إجراء التغيير في الحزب، وتجديده وإعادة نهوضه مجددا». وكان صالح قد أشار أثناء لقائه بعدد من كوادر الحزب وأعضاء سابقين للاتحاد بالبرلمان الكردستاني إلى أن «النتائج الأولية غير الرسمية لتلك الانتخابات كانت صادمة ومقلقة لا تتناسب مع حجم وموقع الاتحاد الوطني وسط الجماهير». وقال إن «على الاتحاد الوطني أن يستمع من الآن فصاعدا إلى الناس وإلى انتقاداتهم، ونهوض الاتحاد الوطني يتحقق فقط عبر الاستماع إلى آراء الآخرين وانتقاداتهم والسعي إلى تلبية مطالبهم، وعلينا أن نعود إلى بدايات تأسيس الاتحاد الوطني كقوة ثورية تناضل من أجل تحقيق حكم عادل ورشيد يلبي طموح الجماهير وتضحياته الجسيمة طوال سنوات الثورة التحررية». وختم بالقول إنه «طوال تاريخه النضالي تعرض الاتحاد الوطني إلى الكثير من التحديات الصعبة، لكن بهمة أعضائه وتوجيهات قائده طالباني استطاع النهوض مجددا، ولا يجب أن تشل هذه الهزيمة الانتخابية من عزيمتنا بالتجديد والإصلاح، بل علينا أن نواجه هذا التحدي أيضا، ونثبت للجميع أننا حركة ديمقراطية قادرة على الانبعاث والتجدد». وتحظى دعوة صالح لتجديد الحزب بدعم قوي من المجلس المركزي للحزب، حيث أبلغ مصدر فيه «الشرق الأوسط» أن «الوقت قد حان للمراجعة ولتطهير الحزب من العناصر القيادية المفسدة التي تسببت بهذه الهزيمة الانتخابية، فالمؤكد أن شعبية الحزب بين الناس اهتزت بسبب أداء قيادات المكتب السياسي، وهذه قيادات تقليدية تتحكم بمصير الحزب منذ عدة عقود وتسببت بالعديد من الإخفاقات للحزب، وحان الوقت لتطهير الحزب منهم، والاعتماد على عناصر جديدة وذات كفاءة وشابة لتقود المرحلة القادمة، وهي مرحلة من أهم مراحل حياة الاتحاد الوطني، لأنها مرحلة تتطلب إعادة إنهاض الاتحاد الوطني، وبالأدوات الحالية من القيادات والكوادر المتخاذلة لا يمكن تحقيق ذلك الهدف، وعليه فإن المجلس يعمل حاليا على عقد اجتماع مع المجلس القيادي للتباحث حول الإسراع بعقد المؤتمر الحزبي الرابع الذي هو أعلى مصدر قرار بالحزب لانتخاب هيئة قيادية جديدة تأخذ على عاتقها مهام المرحلة القادمة».