×
محافظة المدينة المنورة

سكرتير لجنة الحج يحتفي بعقد قران كريمته

صورة الخبر

لا أتحدث عن أسلحة الدمار الشامل ولكن أحد الأصدقاء(ثامر) يستخدم هذه الكلمة ليعبر عن رأيه أو مشاعره بطريقة طريفة تجاه قضية معينة فهي بمثابة عنوان يبدأ به الحديث أو اللقاء، فاذا كان سيعاتبك مثلاً لأنك تأخرت عن موعد فسوف يبادر حين يلتقيك وقبل السلام بكلمة(دمار) وعندما تسمع هذه الكلمة تحتار هل المقصود أنت أم أشياء أخرى؟ واذا كان غير راض عن أداء الفريق الكروي الذي يشجعه فسوف تسمع كلمة (دمار) ثم يعطيك التفاصيل التي تبرر هذا الدمار وقد يكتفي بالعنوان فقط، لكنه يستخدمها في مواقف مختلفة فتعبر عن النقد أو العتاب أو الغضب. أستعير هذه الكلمة اليوم وأستطيع أن أعلق بها على أحداث كثيرة، فلو سألتني عن أحوال دول الربيع العربي لقلت لك(دمار) لأن كل الشعارات والأهداف التي صاحبت ذلك الربيع لم تتحق. ليس ذلك فحسب بل دخلت تلك الدول في صراعات وانقسامات سياسية وظهرت بوادر وممارسات تطرف والمعروف أن التطرف خطر كبير على الأمن وليس من المبالغة أن نقول إن التطرف يمكن أن يصنف من الأسلحة المدمرة. التطرف (دمار) لأنه يقود إلى التطرف ثم إلى صراع يدفع ثمنه الوطن والأبرياء الذين يزعم كل فريق أنه يعمل من أجلهم. في دول الربيع العربي اتجهت الأولويات نحو الصراعات السياسية وليس نحو الاصلاحات الاقتصادية وكانت النتيجة بطء الاصلاحات السياسية والاقتصادية وتدهور الأحوال الأمنية. لقد قاد(دمار) سابق إلى(دمار) لاحق ويمكن القول إن العامل المشترك بين دول الربيع هو سوء الإدارة والعمل بمبدأ إطفاء الحرائق أو ردة الفعل وغياب التفكير الاستراتيجي وبالتالي غياب التخطيط إلا على الورق وتكون النتيجة أجهزة تنفيذية غارقه بالبيروقراطية السلبية وغير قادرة على التحرك والتغيير، كونها تدار بقيادات لم تصل بمعايير الكفاءة وإنما العلاقات الشخصية أو الانتماء السياسي. في بعض الدول العربية غابت التنمية وحضرت الشعارات والمغامرات والكتب الملونة والقضايا الخارجية، ثم جاء الربيع ليفتح صفحة جديدة للصراع والانقسام وإهمال القضايا الحيوية التي تهم الناس. وهكذا نجد أن التنمية لا تزال غائبة لأن الصراعات السياسية لا تزال قائمة فهل يستطيع السياسيون إلغاء انتماءاتهم الحزبية من أجل مصلحة الناس وأمنهم. ألا يتطلب الوضع ثورة ادارية تعيد تنظيم هيكلة أجهزة الدولة، وتطوير الأنظمة والسياسات والاجراءات الادارية بجهود متكاملة يشارك فيها الجميع لمصلحة الجميع. أما الوضع في سورية فهو بالتأكيد (دمار) لأن النظام هناك انصرف عن التنمية وخدع الناس بشعار المقاومة والممانعة وعندما اكتشف الناس الخدعة ضربهم بالسلاح الكيماوي فحقق الدمار بدرجة امتياز بدعم من دول تملك أسلحة الدمار. أما هذه الأوضاع فإني أرحب بدمار صديقنا (ثامر) فهو دمار سلمي إن صح التعبير وأتمنى قيام مبادرات واصلاحات سياسية وادارية وجهود علمية لا تمنع خطر الدمار فقط بل تنقل العالم العربي الى مرحلة متطورة ومؤثرة بالعلم والادارة والعمل الجاد المنظم وليس بالشعارات والخطابات الحماسية التي لم يعد لها أي تأثير. لو سألت صديقنا(ثامر): ماهو تعليقك على ما يجري في الساحة السياسية من مفاوضات واتفاقيات بشأن السلاح الكمياوي السوري، لقال لك: دمار.