يتضمن بعض عمليات الدخول إلى شبكة الانترنت استخدام ما يسمّى «الهويّة المفتوحة» («أوبن أي دي» Open ID)، وهو مصطلح يشير إلى استعمال معيار مفتوح في وصف طريقة التثبّت من هوية المستخدم، والتصديق عليها. ويؤدي ذلك إلى نشوء آليّة تُسمّى «نظام المُصادَقة اللامركزيّة»، وهي تسمح بالعبور الموحّد إلى المواقع الشبكيّة. وفي ذلك النظام، تجري المصادقة عبر عملية تسمح لنظام الكومبيوتر بالتحقّق من هويّة شخص ما، أو بالأحرى هويّة الحاسوب الذي يستخدمه ذلك الفرد، عبر أسئلة متنوّعة: من أنت؟ ماذا تملك؟ ماذا تعرف؟ كلمة المرور وغيرها. وبعدها، يسمح النظام بالوصول إلى الموارد الرقميّة التي يحتويها (قواعد البيانات، نُظُم معلومات، شبكات تواصل...). وكذلك تسمح المصادقة بالتحقّق من فرادة المستخدم، بمعنى أن تحديد الهويّة الرقميّة يسمح بمعرفة المستخدم، بينما تسمح المصادقة بتوثيق هويته أيضاً. ويتضمن معظم نُظُم الشبكات والحواسيب آليات للتثبّت من الهويّة والمصادقة عليها، كما هي الحال في نظام التشغيل الشبكي، والشبكة التي تربط مجموعة مستخدمين بحاسوب معيّن، والمواقع الإلكترونيّة، والشبكات الرقميّة وغيرها. وكذلك تؤمّن المصادقة الدخول إلى مواقع متعدّدة، طالما أنها تستخدم آليّة معيّنة في التثبّت والمصادقة، من دون الحاجة إلى تسجيل الدخول والتذكير به في كل مرّة يكرّر فيها دخول ذلك الموقع. ويستند ذلك النموذج للى علاقات من الثقة بين مقدّمي الخدمات في مواقع الإنترنت، ومقدمي «الهويّة المفتوحة». ويسمح أيضاً بتجنّب ملء استمارات بصورة متكرّرة عند كل دخول إلى الشبكة، عبر إعادة استخدام المعلومات المتاحة والمختزنة. استناداً إلى تلك الصورة، من المستطاع القول إن العبور الأول إلى الإنترنت يؤدّي إلى تكوّن ما يشبه، بصورة مجازيّة، «الحمض النووي الوراثي» الرقمي، عبر تكوّن «تعريف للمصادقة الرقميّة» ِAuthentication Numeric Definition لكل شخص، وهو تعريف يحدّد المسار الرقمي للأفراد. ويعمل «الحمض الوراثي الرقمي»، أو بعبارة أخرى الهويّة الرقميّة التي تعرف عن الفرد، على جمع المعلومات عن الأفراد ليتكوّن ما هو على غرار الحمض الوراثي للأفراد الذي يجمع معلومات تتصل بالتطوّر البيولوجي للكائنات الحيّة.