×
محافظة المنطقة الشرقية

أمريكا تطالب بتشديد العقوبات على إيران

صورة الخبر

يخطئ الكثير من الناس حين يسرفون في توبيخ المخطئ أو من وقع في ذنب أو معصية ويمعنون في اللوم والسب والغيبة فيه وعنه وهو مالا يتفق مع المنهج الإسلامي الصحيح فالدين الذي أراده رب العالمين الغفور الرحيم جاء ميّسراً سهلاً محبباً للناس لا منفراً لهم ورسوله الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ضرب أروع الأمثلة في احتواء الأعداء ومن هم ليسوا على دين الإسلامي ودعوتهم ومحاولة إصلاحهم حتى أنه صلى الله عليه وسلم وقف حين رأى جنازة تمرّ وهو جالس مع أصحابه فقام وقاموا فقالوا: إنه يهودي فقال عليه الصلاة والسلام: أليست نفساً؟..ناهيك عن المسلمين المذنبين الذين يقعون في معصية أو يسرفون على أنفسهم قال تعالى( قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعا ً) فليس لمكابر أو شامت يتآلى على الله ويغلق الباب أمام عبد من عباد الله..، فالله الخالق العالم بضعف البشر والغفور الرحيم الذين يفرح بتوبة عبده، أبوابه مفتوحة ينزل جلّ في علاه كل ليلة إلى السماء الدنيا لينظر في طالب مغفرة أو تائب أو صاحب حاجة سبحانه وتعالى ما أرحمه..، ففي حديث أبي هريرة رضي الله عنه (عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ثم لجاء بقوم يذنبون ثم يستغفرون فيغفر الله لهم) وهو تيسير كبير وفضل عظيم من المولى العلي القدير لمن تاب وأقلع عن الذنوب ورجع إلى الله وصدق في توبته فقد بشرّه الله سبحانه وتعالى في قوله ( إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا ) عن أنس رضي الله عنه قال : كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم فجاء رجل فقال : يا رسول الله إني أصبت حدا فأقمه عليّ، ولم يسأله النبي صلى الله عليه وسلم، فحضرت الصلاة فصلى مع النبي صلى الله عليه وسلم، فلما قضى النبي صلى الله عليه وسلم الصلاة، قال ـ أي الرجل ـ : يا رسول الله إني أصبت حداً فأقم فيّ كتاب الله، فقال صلى الله عليه وسلم: «أليس قد صليت معنا؟» قال: بلى. قال: « فإن الله قد غفر ذنبك) رواه مسلم فأي فضل أكبر من هذا و أي دين أعظم من الإسلام وأي أمة أكرمها الله وفتح لها أبواب الرحمة آناء الليل وأطراف النهار مثل أمتنا الإسلامية؟! فما بال بعضنا يكفّر ويتهم وينابذ بعضاً؟! إن الحكم في الأمر جلىّ واضح في حق المسلم الموحد الذي لا يشوب إيمانه شرك ويؤمن بالله ورسوله صلى الله عليه وسلم ويتبّع تعاليم الدين ولا يستحدث في الدين شيئاً ولا يسيء إلى الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وصحابته وآل بيته وأزواجه..، إننا في زمن نحتاج فيه إلى مزيد من التلاحم والتقارب والتخفيف عن الناس وعدم تنفيرهم أو تكفيرهم أو التشديد عليهم أو السخرية منهم فالأمة الإسلامية اليوم تمر بمنعطفات وفتن كبيرة حتى أن البعض صار ينهش في لحوم بعض العلماء أو في إخوته المسلمين وينال من عقائدهم وأفعالهم ويتتبع عوراتهم ويشمت ويستهزئ بهم وكأنه ضمن لنفسه الاستقامة الأبدية..وصار البعض في زمن وسائل التواصل الاجتماعي يتناقل الإثم والإشاعات والباطل دون أن يسأل فيساهم بقصد وربما من غير قصد في تعميمه دون فحص أو استدراك فالله هو وحده المطلعّ على السرائر والعالم بالضمائر أما الناس فعليهم بالبادي والظاهر وليس من حقهم أن يتهموا الناس بالباطل..، إن موقف بعض أبناء الأمة ممن أخطأ أو ارتكب إثماً أو ضعف في أمر ما.. هو الإمعان في اللوم والوعيد والجلد بسياط الكلام والسباب دون اعتبار لتكوين البشر.. رأيت ذلك وسمعته في مجلس يتحدّث البعض فيه عن بعض المتهمين في قضايا وقد كانوا في موقع المسؤولية أو من وقعت عليهم عقوبة..، وثمة أسلوب في الحديث الذي سمعته ينّم عن الشماتة والفرح وهو أمر مقيت وقد قيل ( لا تظهر الشماتة بأخيك فيعافيه الله ويبتليك) لا تدري ظروف الناس وحقيقة ما مرّوا به..أو تعرّضوا إليه..أو امتحنوا فيه..ولكن اسأل الله العافية.. alshaden@live.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (45) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain