كل الوطن- متابعات: لاحظت والدة سامر أن ولدها الذي لا يتجاوز عمره الـ 14 عاماً بات يفضل فجأة الانعزال في غرفته لساعات طويلة أمام شاشة الحاسوب يسمع موسيقى غريبة يقوم بتنزيلها من مواقع على الانترنت. ولكن المشكلة ليست بسماع الموسيقى، وفق ما تقول الوالدة، بل بما يحصل عند سماعه هذه الموسيقى، إذ يبدأ جسده يرتجف وكأنه يتعاطى المخدرات. صحيح أن حالة سامر غير منتشرة في لبنان بعد على مستوى واسع، ولكن التخوّف من انتشارها دفع وزير العدل أشرف ريفي الى الإيعاز الى النيابة العامة العمل لحجب المواقع التي تروج لمثل هذا النوع مما يسمى المخدرات الرقمية التي توصف بأنها ملفات صوتية بشكل mp3 يتم تحميلها على الإنترنت عبر مواقع إلكترونية. ولكن رئيس المنظمة العربية للمعلوماتية الاتصالات (إجمع) نزار زكا، وفق( لبنان 24)استغرب خطوة ريفي، موضحا أن المخدرات الرقمية هي ذبذبات الصوت دلتا وثيتا وألفا وبيتا، وليس هناك دليل على أنها تسبب الإدمان، لافتاً الى أن بعض هذه الذبذبات قد يسبب النعاس أو اليقظة الشديدة أو الدوار أو الإرتخاء والسكينة بعد الاستماع إليها مطوّلاً. ولكنه أكد أنه لا يمكن القضاء على هذه الظاهرة عبر حجب المواقع لأنها موجودة في كل آلة تصدر صوتاً، وحجبها يتطلب حجب الأغاني والألعاب الإلكترونية والفيسبوك واليوتيوب والتويتر، وباختصار حجب الإنترنت بأكمله. فهل ستحجب أغاني فيروز ووديع الصافي وغيرهما؟ واعتبر زكا أن سياسة الحجب المتبعة تتعارض مع مبادئ تحالف الانترنت اللبناني وخصوصاً المبدأين الأول والثالث، والذين ينصان على حماية غير قابلة للتفاوض والتزام جميع أصحاب المصلحة بمبادئ حقوق الإنسان، حيث يستطيع الناس التمتع بنفس الحقوق والحماية سواء في حياتهم العادية أو الافتراضية على الإنترنت، كما أن حريّة ممارسة الحقوق عبر الانترنت غير قابلة للمساومة تحت أي ظرف من الظروف، وعلى ضمان إمكانية الوصول إلى مصادر المعلومات عبر الإنترنت، وتعزيز تبادل المعلومات بين الأفراد والمجتمعات. وفي هذا الإطار، إستغربت مصادر متابعة للموضوع قرار حجب المواقع الإلكترونية، وأكّدت إستحالة القيام بمثل هذه الخطوة، خصوصاً أن البعض منها يبث عبر الـYouTube، مشيرة الى أن دولة الإمارات العربية حاولت القيام بمثل هذه الخطوة ولكنها عدلت عن ذلك، واستعاضت عنها بالتوعية.