أحيي مجلس إدارة الاتحاد السعودي لكرة القدم برئاسة أحمد عيد على "احترافيته" في طريقة إقالة الإسباني لوبيز كارو في اجتماع "طارئ" بعد موجة انتقادات منها العقلاني والموضوعي ومنها الخارج عن النص بعبارات غير مسؤولة، تصل إلى "قلة الأدب". اتحاد القدم كان هادئا في تعامله مع ردود الفعل الغاضبة ولم يتخذ قرارا فرديا ولا لإخماد موجة غضب، بل تريث وجمع خمسة تقارير رسمية حسب تأكيد الدكتور عبداللطيف بخاري في حديث عقلاني وموضوعي محترم مع الزميل تركي العجمة في برنامج "كورة". والتقارير الخمسة تنوعت بين الفني والإداري والطبي، مبينا أنهم اطلعوا عليها في الاجتماع وزادت من قناعتهم في اتخاذ القرار المنتظر منذ وقت طويل حسب مطالبات نقاد وإعلاميين وجماهير قبل دورة الخليج. ومجلس اتحاد القدم مثلما قلت سابقا كان بين أكثر من نار ولا سيما أن المدرب لم يخسر أي مباراة رسمية في أكثر من مرحلة عدا "نهائي" دورة الخليج أمام قطر. ولن أعيد ما يعرفه الجميع في صدد عمل المدرب وتعامله، لكنني أستغرب ردود فعل ساخطة غاضبة أصواتها عالية تريد أن نسير على ما كنا ضده جميعا في عقود خلت. وحتى لو كان الجميع يعرف أن القرار سيصدر بأي طريقة، فإنني أجزم "لو" أن اتحاد القدم أعلن عن البديل أو حتى بعض الأسماء لاختيار أحدها ستكون ردة الفعل: لماذا اجتمعم؟ لماذا لم يعلن القرار منذ انتهاء دورة الخليج؟ هذا المدرب فيه وفيه؟ الاختيار فردي، لماذا لم يناقشوا قضايا فلان وعلان، لماذا صمتوا عن هذا وذاك؟ وأزيد في ما يخص عنوان المقال، بأن هناك أعضاء عارضوا إقالة المدرب ولكن الغلبة كانت للأكثرية بقوة التقارير التي تدين عمل المدرب، وبالتالي "لو" كانت التقارير تعزز بقاءه سيكون القرار صعبا جدا..! أسوأ السلبيات ضد المدرب قصر الفترة التي تسبق كأس آسيا، وفي النهاية لن يخرج اختيار اللاعبين وبنسبة 85% عن الأسماء التي كان لها النصيب الأوفر من المشاركة وآخرين بالتأكيد أسماؤهم مدرجة في القائمة الأولية لكأس آسيا. وإذا أوفى أحمد عيد بالوقت المحدد هذا الأسبوع وحضر المدرب "المناسب" سريعا سيكون بمقدوره التعرف على مستويات اللاعبين من المباريات الماضية وسيتابع بعض مباريات الدوري بما يفيده. والحقيقة أن مجموعتنا مع أوزبكستان والصين وكوريا الشمالية صعبة، لكن وبعد توفيق الله، إذا تجاوزناها سيكون المردود الفني والنفسي أفضل وربما نمضي للأمام. يجب أن نستوعب صعوبة المرحلة ونسهم في تعزيز المعنويات للاعبين والمسؤولين وأن يكون هدفنا ما بعد كأس آسيا متطلعين للعودة إلى نهائيات كأس العالم بقوة. ومن المحزن والمقلق جدا أن نصل إلى وجود تكتلات أو فريق يتصيد لفلان وعلان، وهنا يبرز دور الإعلام الذي يجب أن يكون بمنأى عن هذا أو ذاك. بالتأكيد أن الاتحاد السعودي الحالي وقع في أخطاء وسلبيات، لكنه – وللأسف – لم ينصف في إيجابيات فرضت نفسها وأعمال أفضل من سنوات سابقة. هناك من يتعمدون تشويه الحقائق وتوسعوا في نهش عمل لجنتي الاحتراف والمسابقات في وقت يحسب لهاتين اللجنتين انتشال الاتحاد وتقديم أفضل خدمة لكرة القدم بأرقام وحقائق وقوة تعامل، وحتى لجنة الانضباط إلى الآن لم تخطئ هذا العام، وهذا مؤشر تطور. أيضا اتحاد القدم وللمرة الأولى أصبح باستطاعته الصرف على نفسه، والتزم بدفوعات الأندية شهريا واستفاد كثيرا من عوائد النقل التلفزيوني دون تأخير. أما قضيته مع الجمعية العمومية، فنحن بانتظار ماذا ستعمل اللجنة التي شكلت لمعرفة جوانب الخلل، لكنني أتعجب ممن يطالبون بحل الاتحاد أو استقالته، فهو في نهاية نصف المدة وتورط بإرث متراكم من السلبيات. قضايا متشعبة تفرض أولويات وبالتالي تبرز قضايا فرعية هناك من يراها أهم، كل يغني على اهتماماته، بوجود 19 عضوا يمضون وقتا طويلا في اجتماعاتهم للخروج بنتائج توافقية. اتحاد وليد نتعشم فيه إنعاش الكرة في ملاعبنا، يقوده "سبعيني" بخبرة ميدانية وعلاقات قوية واحترام جم وثقافة خلاقة، لم تشفع له في ميدان صاخب بالشتائم والاتهامات وسوء النوايا، إلا من رحم ربي.