هل قابلك في يوم من الأيام موقف عجزت عن التصرف فيه بشكل سليم؟ هذه هي حالتنا أمام الإصابات الطارئة. وموضوع حديثنا اليوم عن النزيف الخارجي، كيف يمكن إسعاف شخص أصيب به؟ شرح الدكتور محمد المغاوري، استشاري الجراحة العامة والحالات الحرجة، كيفية التعامل مع النزيف الخارجي الظاهر على جسم المريض، ففي البداية كن واثقاً في نفسك، وأنك في هذه الحالة أمهر من أي طبيب، فمن خلال السيطرة على توترك يمكنك إنقاذ شخص وتحسين حالته. ابدأ بوضع ضمادة على الجرح الذي ينزف دماً، ثم يتم الضغط عليه براحة الأيدي بهدوء لعدة دقائق، وستجد النزيف يتوقف شيئاً فشيئاً. وأضاف إذا لم يتوقف النزيف تماماً يجب نقل المريض إلى أقرب عيادة أو مستشفى؛ لعرضه على مختص، وحافظ على الضغط بيديك على الجرح النازف، ويتم ربط الضمادة على العضو المتضرر النازف بإحكام لحين نقله، ومحاولة رفع هذا العضو فوق مستوى القلب. واسترسل مغاوري: عند تأكدك من تجلط الدماء النازفة وتوقفها لا تقم بخلع الضمادة، بل قم بزيادة عدد الضمادات فوقها؛ حتى لا تحفز الجرح على النزيف من جديد، وحاول السيطرة على النزيف بيديك قدر المستطاع إذا كان لا يتوقف، وحاول الحفاظ على باقي أجزاء جسم المريض من التضرر أو الكسر أثناء نقله، واستعن بأشخاص، واطلب المساعدة أثناء النقل. وأوضح استشاري الجراحة العامة أنه بمجرد وصول الحالة للطبيب يقوم بقياس العلامات الحيوية للمريض مع تنفسه، وكذلك تفقد أي إصابات أخرى خفية لم تظهر للمسعف ومعالجتها سريعاً، ويمكن استخدام الأكسجين إذا ما رأى الطبيب أهمية لذلك في وقف النزيف الشديد. وشدد مغاوري على ضرورة الذهاب إلى الطبيب فور عدم السيطرة على النزيف، ولا يجب التردد حيال ذلك؛ لأن المريض حينها يصبح عرضة للإصابة بصدمة، ويعطيه الطبيب حقنة تيتانوس منشطة في حالة عدم تلوث الجرح، وكذلك في حالة الجروح العميقة النازفة. وحذر مغاوري من الإهمال في التطعيم «التيتانوس» منذ الصغر، وضرورة الاهتمام بمواعيدها، والانتظام فيها؛ لأنها تقي الإنسان في مثل هذه المواقف والحوادث، لذا يجب إعلام الطبيب ما إذا كان المريض قد حصل على تطعيم التيتانوس في الصغر أم لا. وتجدر الإشارة إلى أن أي حالة من حالات الجروح النازفة التي تحتاج إلى خياطة تحقن بالتيتانوس. ونصح مغاوري: عليك بالتحلي بالثقة في النفس، وأنك ستوصل هذا المريض للطبيب بشكل سليم، وكن حذراً ومسيطراً على الموقف، ولا تخف، وتذكر أن الله عز وجل يساعدك لمساعدة غيرك.