رغم كونه من أكبر الأندية الأرجنتينية وأكثرها عراقة، لا يحظى سان لورنزو بترشيحات كبيرة قبل بطولة كأس العالم للأندية المقرر إقامتها بالمغرب من العاشر إلى 20 ديسمبر (كانون الأول) الحالي. ويحتل سان لورنزو المركز الرابع في قائمة أكثر الأندية فوزا بلقب الدوري الأرجنتيني كما شق الفريق طريقه بنجاح فائق إلى مونديال الأندية من خلال الفوز بلقب كأس ليبرتادوريس في الموسم الماضي على حساب فرق عريقة من البرازيل والأرجنتين وباقي بلدان قارة أميركا الجنوبية. لكن سان لورنزو، الفائز بلقب الدوري الأرجنتيني 15 مرة، عانى كثيرا في المسابقة المحلية بالموسم الماضي وأنهى القسم الأول في المسابقة بالمركز الثامن وبرصيد 26 نقطة فقط من 19 أي أنه أحرز أقل من نصف عدد النقاط التي تنافس عليها في القسم الأول من المسابقة. ومع التراجع الواضح في مستوى الفريق هذا الموسم، تراجعت الترشيحات التي يحظى بها قبل خوض مونديال الأندية فلم يعد الفريق مرشحا بقوة لاستعادة نجاح أندية أميركا الجنوبية في هذا المونديال بل إن عبوره إلى المباراة النهائية أصبح محل شك رغم فارق الخبرة والإمكانيات مع منافسه الذي ينتظر أن يلاقيه في المربع الذهبي للبطولة على الأقل من الناحية النظيرة. ورغم تاريخه العريض على الساحتين المحلية والقارية منذ أن تأسس في عام 1908 يشارك سان لورنزو في مونديال الأندية للمرة الأولى في تاريخه. وبعد فوز تشيلسي الإنجليزي وبايرن ميونيخ الألماني بلقب مونديال الأندية في نسختيه الماضيتين، كان أمل جماهير الكرة في أميركا الجنوبية أن يستعيد بطل كأس ليبرتادوريس اللقب العالمي ولكن مستوى سان لورنزو حاليا لا يبشر بهذا خاصة أن ريال مدريد الإسباني في أفضل حالاته قبل تمثيل القارة الأوروبية في المغرب. ولهذا، ستكون مشاركة سان لورنزو في مونديال الأندية بالمغرب هذه المرة أشبه بمغامرة كبيرة محفوفة بالمخاطر يسعى من خلالها الفريق الأرجنتيني إلى تحقيق مفاجأة وأن يتحدى كل الظروف والصعاب التي تحيطه قبل هذه المشاركة. وأصر المدرب إدجاردو باوسا المدير الفني للفريق على الاستمرار مع سان لورنزو بعد الفوز بكأس ليبرتادوريس من أجل خوض هذا التحدي العالمي لكنه يدرك صعوبة مهمته وأصبح عليه أن ينتظر مفاجأة من لاعبيه في مواجهة منافسيهم. ويعتمد سان لورنزو ومديره الفني على مجموعة جيدة من اللاعبين وإن لم يحظ نجوم الفريق بنفس الشهرة والبريق مثل فرق أرجنتينية أخرى. ومن بين هؤلاء اللاعبين، يبرز خوان مارسير وسيباستيان توريكو ولياندرو رومانولي. ويبقى الحافز الكبير للفريق هو تشريف الكرة الأرجنتينية بعد وصول المنتخب الأرجنتيني منتصف هذا العام إلى المباراة النهائية لمونديال 2014 بالبرازيل قبل خسارته أمام المنتخب الألماني. بعد محاولتين فاشلتين لبلوغ بطولة كأس العالم للأندية، حالف الحظ كروز آزول المكسيكي أخيرا وعرف طريقه إلى البطولة العالمية هذا العام من خلال التتويج بلقب كأس الأندية الأبطال في اتحاد كونكاكاف (أميركا الشمالية والوسطى والكاريبي). وكان عام 2008 حدا فاصلا في بطولة أندية الكونكاكاف حيث تغير شكل البطولة واكتسبت البطولة بريقا هائلا ليصبح للقبها أهمية بالغة لدى أندية هذه المنطقة من العالم. وعلى مدار السنوات الست التي أعقبت هذا التاريخ، كان كروزا آزول أحد طرفي النهائي لهذه البطولة في 3 مواسم ليؤكد أنه من الأندية الكبيرة في منطقة الكونكاكاف علما بأن هذا النادي تأسس قبل 87 عاما. ولكن الحظ عاند الفريق في موسمي 2008-2009 و2009-2010 حيث خسر نهائي البطولة القارية قبل أن يحالفه التوفيق في المحاولة الثالثة ليحرز لقب البطولة على حساب تولوكا المكسيكي ويحجز لنفسه مكانا في مونديال الأندية الذي تستضيفه المغرب من العاشر إلى 20 ديسمبر الحالي. ولا يختلف اثنان على أن الكرة المكسيكية تحظى دائما باهتمام بالغ وتتمتع ببريق هائل على الساحة العالمية لما تمتلكه من مهارات ومواهب هائلة. ويضاعف من هذا البريق الأداء الرائع للمنتخب المكسيكي في بطولة كأس العالم 2014 بالبرازيل حيث تقدم الفريق ببراعة من مجموعة صعبة في الدور الأول وذلك خلف المنتخب البرازيلي وعلى حساب المنتخبين الكرواتي والكاميروني ولكنه اصطدم بالطاحونة الهولندية في دور الـ16 ليودع البطولة من الدور الثاني. ولهذا، يحمل كروز آزول على عاتقه مهمة تشريف الكرة المكسيكية في نفس عام المونديال البرازيلي بتقديم عروض جيدة في مونديال الأندية بالمغرب وحجز مكانه في المربع الذهبي للبطولة على الأقل. ويضاعف من حجم المسؤولية الملقاة على عاتقه أن الفريق يضم بين صفوفه بعض عناصر المنتخب المكسيكي الذي توج بالميدالية الذهبية لمسابقة كرة القدم في أولمبياد لندن 2012. ولهذا، يرى كثيرون أن الفريق مرشح بقوة للعبور إلى المربع الذهبي في ظل تفوقه في الإمكانيات على فريق ويسترن سيدني الأسترالي الذي يلتقيه يوم السبت المقبل في الدور الثاني للبطولة. ولكن مشكلة الفريق تكمن في أنه سيصطدم، في حالة عبوره عقبة سيدني، بفريق ريال مدريد الإسباني في المربع الذهبي للبطولة وهو ما يصعب من مهمته في بلوغ النهائي في أول مشاركة له بمونديال الأندية. ورغم أن هذه المواجهة تصعب من مهمة الفريق في العبور للمباراة النهائية، تمثل مباراة ريال مدريد في حد ذاتها حلما للفريق ولاعبيه في مواجهة أبرز نجوم العالم بالنادي الملكي. ويعتمد المدرب لويس فيرناندو تينا المدير الفني لكروز آزول على الخبرة التي اكتسبها بعض لاعبيه من المشاركة في أولمبياد لندن 2012 وكذلك على خبرة الفريق من المشاركات الكثيرة في بطولة أندية الكونكاكاف. ومن بين اللاعبين الذين يتألقون في صفوف الفريق، يبرز حارس المرمى خوسيه دي خيسوس كورونا ولاعبا الوسط خيراردو تورادو وماركو فابيان والمهاجم ماريانو بافوني.