قال وزير خارجية البحرين الشيخ خالد آل خليفة في الجلسة الافتتاحية لحوار المنامة العاشر إن الحل العسكري في مواجهة التنظيمات المتطرفة ليس هو الحل الوحيد. وشدد الوزير البحريني على ضرورة أن تبتعد إيران عن تمويل ودعم الجماعات الراديكالية ومد يد التعاون مع دول المنطقة في مكافحة تلك الجماعات المتطرفة بغية سيادة الأمن الإقليمي وجعله من الأولويات. وأكد وزير الخارجية البحريني في جلسة "الأولويات الاستراتيجية في الشرق الأوسط" أن القاعدة وداعش ليستا الخطر الأكبر، ولكن الخطر الأكبر يكمن في "حزب الله" الذي يحظى بدعم من دول ضالعة بحد ذاتها في تمويل الإرهاب، ولابد من العمل على وقف تمويل الإرهاب الأمر الذي يأتي بنفس أهمية التدخل العسكري لمكافحة الإرهاب. وجهنا الدعوة لظريف ولم يحضر والحوار لا يجدي ما لم يتوقف التدخل الإيراني وأضاف الشيخ خالد آل خليفة أن التحدي الثاني الذي يواجهنا كبلدان هو التوتر ما بين الدول وما يشكله من عائق أمام التعاون الإقليمي، ولعل الأسباب الرئيسية في ذلك هو أن بعض الدول الاقليمية لديها طموحات لبسط نفوذها على بعض دول المنطقة وإن تعاونت فإنها تتعاون في المجال الذي يحقق لها ذلك الطموح. من جانبه أشار وزير الخارجية المصري سامح شكري إلى أنَ الحديثَ عن المنطقةِ العربية، وعن الشرقِ الأوسط، يستدعى أيضاً استعراض أبرز ملامح السياق العالمى الأوسع، لاسيما فى ظل التوقعات بل والتنبؤات التى تعددت بشأن النظام العالمى الذى سيتشكل عقب انتهاءِ عهد القطبية الثنائية. فى حين أننا جميعاً لمَسنا ومازلنا نلمسُ شواهدَ عديدةً على عدم استقرارِ أي من النظريات التي سَعَت لوضع إطارٍ منطقى للنظامِ الدولى الجديد. موضحاً أن المنطقة تموج بتغيرات يدورُ الجدلُ اليومَ حول مدى تأثيرها على الترتيبات السياسية والإقليمية التى فُرضت على المنطقة عقب الحرب العالمية الأولى أو على الأقل حول إمكانيةِ استمرارها؛ خاصةً فى ظل تعدد الضغوط والتحديات وتنوعها، وظهور تهديدات نابعة من المنطقة مثل النزاعات الطائفية والعرقية والإرهاب المتخفي بالدين. مشيراً إلى أن مراجعةَ عناصرِ البيئة الخارجية والتحدياتِ السياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية في المنطقة تلفت نظرنا إلى عددٍ من مصادر التهديد وربما الفرص فى آنٍ واحد، منها انخفاضُ معدلات التنمية، إضافة إلى تعاظمُ الضغوط التى تواجهها فكرة الدولة القومية والهوية الوطنية الجامعة فى بعض الحالات نتيجة محاولات الإيحاء بأن قصور الحكومات لا يتعلق بعوامل سياسية أو اقتصادية وإنما بفشلِ فكرة الدولة القومية ذاتها. في ظل استغلال مرحلة التحول الاجتماعى التى تمر بها المنطقة من جانب الجماعات التي تدعو إلي الفكر المتطرف والتكفيري في أرجاء المنطقة بل والعالم، وارتباط ذلك بانتشار تنظيمات إرهابية. وزير الخارجية المصري: فكرة الدولة القومية والهوية الوطنية الجامعة تواجه تحديات متعاظمة وفي ذات الجلسة تحدث وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند الذي أكد أن الأمن الخليجي هو أمن للمملكة المتحدة. وأضاف أن ايران جار صعب ولكن مهم وأكبر من أن يتم تجاهله وهو عامل مهم في استقرار المنطقة، وأضاف علينا أن نعتمد المثابرة بدل من اعتماد الملائمة كما حصل في الشهر الماضي بمواصلة المفاوضات في جولة آتية بدلاً من أن نخضع إلى الميل السائد بأن لا مساومة او الانزلاق في مساومات خطيرة للتوصل للاتفاق، يتم بخدمة المبدأ الرئيسي بأن لا تبلور إيران قدرات عسكرية نووية.. وأشار هاموند إلى ان العقوبات ومواصلة تطبيقها يبقى مسؤولية كبيرة نتشاطرها اذا ما اردنا أن نصل إلى اتفاق شامل مع ايران، وعلينا ان نبقى واضحين بأنه سواء توصلنا لهذا الاتفاق ام لا فلن نتخلى عن وجهة نظرنا عن مسؤولية ايران دعم نظام الاسد والمجموعات العسكرية، موضحاً أن على ايران أن تقتنص اللحظة لمشاركة بناءة لبناء مستقبل قائم على التعاون بدلاً من المواجهة. وأكد الوزير البريطاني أن اليمن يواجه خطر الحرب الاهلية ونحن ندعم تدابير الرئيس اليمني ورئيس الوزراء لأجل مواجهة هذه التحديات ومن الضروري ان نواصل دعمنا معنوياً ومادياً ونحث الحكومة اليمنية على تفعيل هذا الدعم بشكل فعال وحكيم. وانطلقت أعمال قمة منتدى حوار المنامة في نسخته العاشرة مساء أمس الأول الجمعة ووصف صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد بمملكة البحرين نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء الإرهاب بالأداة التي تتوارى خلفها أيدلوجيات ثيوقراطية بطابعها المتطرف مشدداً على أهمية التصدي بشجاعة ونزاهة فكرية للبّ هذا الفكر الذي يستغل الأديان والمعتقدان. وقال سموه مخاطباً القمة إن جهود محاربة الإرهاب استمرت منذ ما يزيد على العقد وقد حان الوقت للمراجعة الصريحة وإعادة النظر في ماهية مفردة الثيوقراط و إدراك من يقف خلف هذه الجماعات من أصحاب أيديولوجيات يعزلون أنفسهم عن العالم ولا يؤمنون بالنظم والعقود الاجتماعية مما يتوجب على المجتمع الدولي محاربتهم. وزير الخارجية البريطاني: الأمن الخليجي أمن للمملكة المتحدة.. وحيازة السلاح النووي خط أحمر لطهران وأعتبر سموه استخدام مفردة الثيوقراط كبديل شيء مهم و أكثر دقة كون الإرهاب بحد ذاته ليس هو الجبهة التي نحارب فيها وحسب بل هو مجرد أداة إذ ليس من الممكن أن تكون هذه الحرب ضد الإسلام أو أية ديانات أخرى باعتبار ذلك غير منصف لمن يتمسكون بالقيم الصحيحة للإسلام والأديان الأخرى مؤكداً على أن الدين دائماً يسمو فوق السياسة وأية اعتبارات دنيوية أخرى. وتناول سموه الأحداث التي مر بها العالم العربي منذ العام 2011، وقال إنه من الخطأ تسميتها بالربيع بسبب أثرها العاصف وإخلالها بصيغة الدولة في بعض البلدان العربية وما تسببت فيه من خلق فراغ تم استغلاله من جماعات متطرفة وفق أجندتها مؤكداً سموه على أن التاريخ سيحكم على التماثل بين هذه المرحلة و مع بعض النماذج السابقة خلال القرن الماضي. وطالب سموه بضرورة المواجهة الصريحة من خلال تسخير جميع الموارد مع اتخاذ وقفة صارمة للتصدي ومحاسبة كل من يمنحون أنفسهم الحق لأن يكونوا فوق الجميع وادعاء التكليف الإلهي للسعي إلى التحكم بمصائر من حولهم مؤكداً أن لا مكان لإطلاق فكر ثيوقراطي في القرن الواحد والعشرين كالذي ساد في القرن السابع عشر من الميلاد. ورحب سموه بانعقاد منتدى حوار المنامة للسنة العاشرة في مملكة البحرين بتنظيم من المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية الذي أضحى أحد أهم المؤتمرات العالمية و الذي استمر في استضافة جمع مميز من كبار المسئولين المعنيين بالمواضيع الحيوية التي توالى طرحها في مختلف جلسات واجتماعات المنتدى وما تتسم به من تلاقي الرؤى الدبلوماسية والدفاعية والأمنية في أجواء من الشفافية والصراحة التي تلامس بشكل مباشر تنامي دقة الأوضاع في المنطقة وحساسيتها التي تعد نتاج لتفاقم مظاهر التطرف والتشدد في العنف والفكر والطرح. وفي تصريح صحافي له على هامش حوار المنامة أكد وزير الخارجية بمملكة البحرين الشيخ خالد آل خليفة عن توجيه الدعوة لوزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف للمشاركة في منتدى حوار المنامة وقال إنه ورغم توجيه الدعوة له لم يحضر مشيراً إلى أن المنطقة بحاجة إلى تفاهم حقيقي تتوقف قبله كافة التدخلات. وعن استثمار مثل هذه اللقاءات في فتح أبواب للحوار مع إيران أوضح أنه عندما يتكلم عن حوار فهو يتحدث عن علاقة طيبة، وقال "لقد وجهت الدعوة لوزير خارجية ايران ظريف لكنه لم يحضر، وكنا نتطلع أن يكون معنا، ولكن الأمر يعود لهم ". وفي رده على سؤال حول امكانية وجود حوار بين المملكة العربية السعودية وإيران قال وزير الخارجية البحريني: "أنا لا أتكلم عن إيران أو السعودية إنما أتحدث عن دولة جزء من المنطقة تحتاج إلى تفاهم حقيقي تتوقف قبله كل الأمور الأخرى من التدخلات وتبدأ الثقة " ، وأضاف "إذا وثقنا في بعض نستطيع التكلم والتفاهم دون حدود لكن أن نجلس على الطاولة ونتكلم بينما في الجانب الآخر نتحارب فنحن نضيع وقتنا " ، وعن الإرهاب في المنطقة أكد أنه متأصل وله جذوره وهي حقيقة تعاني منها دول المنطقة منذ عقود وأن الإرهاب كل مرة يخرج بشكل وعندما يقضي عليه يظهر بأشكال أخرى. وفي تصريح ل"الرياض" وصف وزير الدولة للشؤون الخارجية الدكتور نزار بن عبيد مدني حوار المنامة بأنه احد اهم المنتديات التي تقام كل عام في منطقة الشرق الاوسط وفي منطقة الخليج بصفة خاصة، وقال إن هذا الحوار اثبت نجاعته وأهميته خاصة وانه يناقش قضايا محورية تهم ليس فقط منطقة الخليج وإنما منطقة الشرق الاوسط بصفة عامة كون هذا الحوار يضم مسئولون كبار ليس فقط من دول الخليج ودول المنطقة وإنما من دول العالم بصفة عامة وجميعهم من كبار المسئولين ليس فقط في القطاعات السياسية انما في القطاعات العسكرية والأمنية.