قتل الجيش الباكستاني في عملية نفّذها في منطقة شين ورسك في إقليم جنوب وزيرستان القبلي (شمال غرب) فجر أمس، القائد المزعوم للعمليات الخارجية في تنظيم «القاعدة» عدنان شكري جمعة، المطلوب في الولايات المتحدة بتهمة تخطيط لاعتداء على مترو نيويورك عام 2009، وآخر على قناة بنما. وأوضح الجيش أن جنوده تحرّكوا إثر معلومات استخباراتية «ذات صدقية عالية» عن وجود جمعة، الذي تصفه واشنطن بأنه «النجم الصاعد في القاعدة»، في مجمّع سكني في بلدة شين ورسك، حيث قتل مع أحد مساعديه ومالك المجمّع، مشيراً إلى سقوط جندي باكستاني وجرح آخر خلال العملية. وأفاد بيان عسكري بانتقال جمعة إلى جنوب وزيرستان، بعد إطلاق الجيش عملياته ضد المتشددين في إقليم شمال وزيرستان المجاور في منتصف حزيران (يونيو) الماضي، علماً أن سكاناً تحدّثوا عن إغلاق السلطات المنافذ الجنوبية في جنوب وزيرستان وقطعها الاتصالات الهاتفية، قبل الغارة التي شاركت فيها أيضاً مروحيتان وطائرتان بلا طيار حلّقت على علو منخفض، قبل تبادل النار لساعات. وكانت الولايات المتحدة اتهمت جمعة عام 2003 بأنه أحد مصادر التهديد لأمنها على غرار بريطانيا، وأدرجته على لائحة المطلوبين لديها، مع رصد مكافأة 5 ملايين دولار لمن يُدلي بمعلومات تؤدّي إلى اعتقاله أو قتله. وتُفيد مصادر أميركية بأن جمعة الملقّب بـ «جعفر الطيار» و «أبو عارف» ، ولد في السعودية عام 1975. وانتقلت عائلته إلى الولايات المتحدة في الثمانينات من القرن الماضي، حين عمل والده إماماً لمسجد بروكلين في ضواحي نيويورك، ثم في ولاية فلوريدا. لكن السعودية نفت قبل سنوات أن يكون جمعة أحد مواطنيها. وبعدما درس في إحدى الكليات الجامعية التحق جمعة في نهاية التسعينات بمعسكرات تدريب في أفغانستان، قبل أن يشكّل مع مجموعة من ناشطي «القاعدة» خلية شكّلت «أكبر تهديد للولايات المتحدة» وفق المدعي العام الأميركي السابق جون أكشروفت، الذي اتهمه بـ «الاستيلاء على 180 رطلاً من المواد النووية لصنع قنبلة مشعة، وتفجيرها في محطات مترو أو مفاعل نووي أو تجمّعات سكنية أميركية، ما أطلق حملة أميركية عبر العالم لاعتقاله. ولاحقاً ثبت عدم صحة اتهام جمعة بسرقة مواد مشعة من مختبر جامعي أميركي، فيما أكّدت واشنطن صلته بـ «القاعدة»، ووصفته بأنه «مدير العمليات الخارجية في التنظيم»، ثم اتهمته عام 2010 بتخطيط لعمليات خطيرة ضد الولايات المتحدة وبريطانيا. وجاء قتل جمعة بعد أيام على اختتام قائد الجيش الباكستاني الجنرال راحيل شريف زيارة طويلة للولايات المتحدة، وإعلان واشنطن أنها ستقدّم نحو بليون دولار مساعدات عسكرية للجيش الباكستاني الذي أشادت بعملياته في مناطق القبائل المحاذية للحدود مع أفغانستان، وبالتطور الإيجابي في علاقات إسلام آباد مع كابول بعد تولّي أشرف غني الرئاسة الأفغانية. وقال إمتياز غل، مدير مركز البحوث حول قضايا الأمن في إسلام آباد، إن العملية ضد جمعة «تعكس تغييراً في موقف الجيش الباكستاني من تنظيم القاعدة والحركات الإسلامية المسلّحة، قد يرتبط بخوفه من أن تعمّ الفوضى أفغانستان بعد انسحاب القوات القتالية للحلف الأطلسي (ناتو)، وجّرها إلى دوامة عنف جديدة».