أكد صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار أن المملكة تعيش الآن عصر الانتقال من اندثار التراث العمراني وإهماله إلى الازدهار بكل معنى الكلمة، الازدهار الإنساني واستعادة تاريخنا وتراثنا الوطني الذي يشكل هذه الوحدة المباركة التي خرجت من هذه المواقع، ولا يمكن إلا أن نكون أوفياء لمواقع التاريخ ومواقع أجدادنا وآبائنا وتاريخنا. وأضاف سموه: الإنسان الذي ليس وفيا لتاريخه لا يمكن أن يكون وفيًا لوطنه ولا يمكن أن يكون مشاركًا حقيقيًا في المستقبل، وأيضًا الازدهار الاقتصادي من خلال ما نشهده الآن وما سنشهده في المستقبل القريب بإذن الله من مشروعات استثمارية واقتصادية في مواقع التراث العمراني التي سوف تتحول -إن شاء الله- إلى مواقع حية يمارس فيها الاقتصاد وتمارس فيها الحياة، فنحن نريد أن يكون التراث العمراني حياة يومية نعيشها ونمارسها كما تمارسها دول العالم المتطورة في هذا المجال. جاء ذلك في تصريح صحفي في ختام ملتقى التراث العمراني الوطني الرابع أعرب فيه سموه عن شكره وتقديره لصاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد أمير منطقة عسير رئيس مجلس التنمية السياحية على رعايته ومتابعته للملتقى الذي شهدته المنطقة على مدى أربعة أيام، معربًا سموه عن تقديره للمسؤولين والأهالي في المنطقة على اهتمامهم بالملتقى وتفاعلهم مع أنشطته وفعالياته وإسهامهم في إنجاحه، وعلى اهتمامهم بتراثهم العمراني واحتضانهم له ووعيهم لأهميته في حفظ تاريخ مناطقهم وإسهام أجدادهم في ملحمة تأسيس ووحدة وطنهم. وثمن سمو رئيس هيئة الساحة جهود شركاء الهيئة في التنظيم في الإمارة والأمانة وجامعة الملك خالد ومجلس شباب عسير. وأشار سموه إلى أن الملتقى كان تظاهرة وطنية للاحتفاء بالتراث العمراني ومناقشة قضاياه واستعراض التجارب المميزة والمشروعات الناجحة في مجال التراث العمراني في مختلف مناطق المملكة. مبينًا أن الملتقى الرابع تميز بانطلاقته بعد انطلاق مشروع الملك عبدالله للعناية بالتراث الحضاري الذي يعد أكبر وأهم مشروع وطني صنعه قائد الأمة، يهدف في الأساس إلى استعادة وعي المواطنين وخاصة الشباب بتراث وتاريخ بلادهم، مبينًا أن الدورة المقبلة من هذا الملتقى السنوي والتي ستقام في منطقة القصيم ستشهد بإذن الله تدشين عدد من المشروعات والبرامج التي ستشرع الهيئة قريبًا في تنفيذها ضمن هذا المشروع الذي نعتبره أثمن هدية قدمها خادم الحرمين الشريفين (حفظه الله) للتراث الوطني.