وُلد عبد الله جابر أحمد العمري المعروف بعبد الله جابر عام 1979. عاش حياته مرتحلاً من مدينة لأخرى بسبب وظيفة والده العسكرية. تنقل بين حفر الباطن والنماص وأبها والرياض. بدأ شغفه بالرسم في مرحلة مبكرة قبل أن يدخل المدرسة. كان يشاهد إخوانه يعودون منها وينكبون على كتبهم ودفاترهم فشرع في تقليدهم وبدأ تطفلا يكتب ويرسم على أوراقهم المهملة. توطدت علاقته أكثر بالرسم مع دخوله إلى المدرسة. كان يرسم على كتبه رسوماً مميزة مقارنة بسنه، حينئذ. لفتت أنظار رفاقه فباتوا يطلقون عليه منذ أن كان في الصف الأول الابتدائي لقب (عبد الله الرسام). أحس أن الرسم هو الذي يميزه عن أقرانه، فحرص على أن يطور موهبته ليستمر متألقا. كان يصرف مصروفه على شراء أدوات تساعده على تنمية مهاراته. كرّس حياته للرسم. التحق بقسم التربية الفنية في كلية المعلمين في أبها ليصقل موهبته. استقر في أبها مغادراً أسرته التي كانت تعيش في النماص، ليتمكّن من دراسة تخصّص يحبه. كان يستقل سيارات "الكدادة"، الذين ينقلون الركاب بأجرة بسياراتهم الخاصّة، يومياً، من مقر سكنه في أبها إلى مقر الكلية على طريق أبها - خميس مشيط. أنفق عامين دون أن يدرس مادة لها علاقة بالرسم. كلها كانت مواد إعداد عام. توجّه إلى رئيس قسمه محتجاً. فدق الرئيس آخر مسمار في نعش حلمه، قائلاً: "نؤهلك لتصبح مربياً وليس رساماً. الفن لا يُؤكل عيشاً". فور أن ارتطم بعبارة رئيس قسمه يمَّم وجهه شطر أمه في النماص. أخبرها أنه سينسحب من الكلية لأنها لا تلبي طموحاته. ترجته أمه أن يكمل ليحصل على الشهادة ومن ثم يذهب حيث يريد. أكمل تقديراً لأمه. كان يذهب إلى الكلية مُكرها. يؤدي عملاً (ميكانيكياً) حتى التحق في أثناء دراسته بشركة خاصة للدعاية والإعلان انتشلته من وحل الإحباط. تعلّم فيها عبد الله أساليب جديدة في الرسم عبر برامج في الكمبيوتر. فتحت له عوالم جديدة. شارك في مسابقات عديدة في الفن التشكيلي استُبعد في بعضها لأنه يرسم ذوات أرواح. إصراره جعله يستمر. فوزه بجائزة المفتاحة عام 2000 عزّز إيمانه بموهبته. تخرّج عبد الله وعمل معلماً. اصطدم بالواقع الأليم أن الراتب لا يكفي. كان يتسلم 4500 ريال. لديه أسرة يعولها وينتظره أطفال يطعمهم. اتجه إلى رسم الكاريكاتير ليعيش ويحصل على مردود إضافي يكفيه شر السؤال. بدأ مع جريدة "شمس". مع مرور الوقت ازداد وعياً بما يقدم. لامست شغاف قلبه ردود أفعال المتلقين. فأصبح يرسم ليعيش. صار الرسم هو الرئة التي يتنفس بها. يعد حاليا أحد أهم فناني الكاريكاتير في العالم العربي ومطلوباً في أبرز الصحف؛ إثر رسمه البديع وحسه النقدي الواعي. ربما يكون الأول الذي يقدم كاريكاتيراً على الشبكات الاجتماعية برعاية تجارية.