أشعر بخيبة أمل في عصرنا الحاضر.. زمن الوفاء المفقود وأتألم حينما أتذكر أن الرجل العملاق الذي قامت رياضة العاصمة (الرياض) على أكتافه قبل سبعة عقود رحل عن دنيانا منذ ثلاث سنوات دون أن يحظى بتكريم يليق باسمه وتاريخه وتضحياته وخدماته الجليلة لشباب ورياضة وطنه لسنوات طويلة. هذه حقيقة سجلها التاريخ بمداد الفخر والاعتزاز للشيخ عبدالرحمن بن سعيد - رحمه الله- رائد الحركة التأسيسية للرياضة في المنطقه الوسطى ومؤسس ناديي الشباب والهلال ورائد المؤرخين الذي وثق تاريخ مسيرة الحركة الرياضية في الرياض منذ عام 1365 ه لاعباً بفريق الموظفين الذي شكل أول مزاولة لكرة القدم في العاصمة وحتى وفاته عام 1432ه تاركاً وراءه إرثاً رياضياً ووثائق تاريخية لا تقدر بثمن. لقد لعب (شيخ الرياضيين) دوراً ريادياً وخدم الحركة الرياضية وهي في مهدها واستشرف المستقبل وعمل بإخلاص ليقطف نادي الهلال وقبله الشباب ثمار جهد وعطاء عبدالرحمن بن سعيد السخي إنجازات وألقاب وبطولات ونجاحات داخلية وخارجية. إن التاريخ لا ينسى للعلم الرياضي الكبير (أبو مساعد) دوره الكبير في إنقاذ النادي الأهلي بجدة من الضياع إبان حقبة السبعينيات الهجرية حين عانى من فراغ إداري بين عامي 78 – 1380 ه وقام بن سعيد الذي كان حينها رئيساً للهلال بتولي رئاسه الأهلي في تلك الفترة وأنقذه من الضياع فاصبح رئيساً لناديين في وقت واحد في سابقه تعد الأولى من نوعها في تاريخ الحركة الرياضية. ومع الأسف الشديد لم يجد هذا الرمز الرياضي الكبير أي تكريم لائق من الناديين اللذين أسسهما (الهلال والشباب) فحين أقعده المرض في سنواته الأخيرة لم تفكر إدارة الهلال الحالية بتكريمه وهو على قيد الحياة وفي الوقت ذاته نرفع القبعة احتراماً وإجلالًا لرجالات النادي الأهلي وفي مقدمتهم الأمير الخلوق خالد بن عبدالله بن عبدالعزيز الذي حمل لواء الوفاء الأهلاوي ولم ينس مواقف بن سعيد الخالدة في مسيرة الأهلي وظل يدين بالفضل والوفاء لهذه القامة العملاقة ويثمن خدماته لقلعة الكؤوس رغم قصر فترتها إلا أن أهلي عبدالله الفيصل وخالد العبدالله كان أكثر أنديتنا تقديراً ووفاء لعبدالرحمن بن سعيد. وحين كرم الأهلي رؤساءه السابقين في يوبيله الذهبي عام 1408ه برعاية رائد الرياضة السعودية الأول والأب الروحي للأهلاويين الأمير عبدالله الفيصل - رحمه الله- لبى بن سعيد الدعوة الأهلاوية وحضر وكُرم بما يستحق في حضرة رائد الرياضة وكان ذلك أول وآخر تكريم يحظى به في مسيرته الرياضية من الأندية التي خدمها. أما إدارة هلال اليوم فقد فقدنا الأمل فيها في تكريم مؤسس الهلال بإنشاء متحف تاريخي يحمل اسمه داخل النادي على سبيل المثال وتتألم حين تتجول في أروقة الزعيم ولا تجد ما يشير إلى تخليد ذكراه ولا حتى شواهد صور تاريخية لمراحل عمله الإداري مع الهلال الذي ارتبط به على مدى 55 عاماً متواصلة مؤسساً ولاعباً ومدرباً وشرفاً داعماً ورئيساً قاده لتحقيق أولى بطولاته المحلية والآسيوية. ليبقى الأمل الأخير في تحقيق هذه الأمنية معقوداً على رئيس هلالي في المستقبل!! * كاتب بجريدة الرياض.