×
محافظة المدينة المنورة

أمير المدينة يرعى فعاليات الملتقى الثالث لرعاية الأيتام..الأربعاء

صورة الخبر

لغة العصر ومعطياته سلبت المرأة مكتسباتها، فقد كانت تنادي بالمساواة في العمل والأجر والاعتبار، والاعتراف بأنها عضو فاعل في المجتمع، فأثبتت في الكثير من المجالات مقدرتها العملية والعلمية، ونجاحها في كثير من المواقع، تابع العالم والمهتمون بها قفزاتها السريعة، فرأوا أن يشغلوها بنفسها، ولأنهم يدركون أن معظم النساء يعتبرن مظهرهن وجمالهن في المقام الأول، فابتدعوا لهن جراحات التجميل وصناعة الجمال، فأصبح شغل المرأة الشاغل تقطع هنا لتوصل هناك، وتشفط هذا لتنفخ ذاك، وأجد نفسي أتساءل: ما الذي يدفع المرأة لإجراء هذه العمليات، هل هو لإرضاء نفسها أم الرجل أم لتحسين نظرة المجتمع لها، لأن من خلال متابعاتي لكل من أجرين مثل هذه العمليات كانت النتيجة في كل مرة كارثية من جميع النواحي، فكل عضو تقوم المرأة بتغييره أو إصلاحه يبعدها تماماً عن ما أرادته وتمنّته، بل ويتسبب لها في نتائج عكسية تُشوّهها تشويهاً كاملاً على الصعيد النفسي والجمالي، فالخالق سبحانه وتعالى خلقنا في أحسن تقويم، ويأتي المخلوق الذي تعهّده الشيطان بأن يضله عن الطريق في قوله تعالى: (ولأمرنهم فليغيرن خلق الله) أن كل قطعة أو عضو يغيره الإنسان، رجل كان أم امرأة، من غير ضرورة طبية أو علاجية فهو محاسب عليه، لأن هذه الأعضاء خُلقت لأداء وظائف محددة، وأي تغيير فيها يُعطِّل وظائفها، ويؤدي إلى انتكاسات، وليس من الجمال اليوم، ونحن نرى المرأة أصبحت تحمل تقاسيم وبشرة ليست هي سماتها الأصلية، فلا الأنف أنفها، ولا البشرة بشرتها، ولا الشعر شعرها، كله اصطناعي، فكيف يستطيع الإنسان رجل أم امرأة أن يتقبل نفسه وهو يُدرك أنه مُزيَّف ومُصطَنَع، وكيف يتقبل الرجل أو المرأة أنفسهم وهم متأكدين أنهم مجرد حشوات بلاستيكية وحُقَن لمواد تجميلية وغيره؟!. إن ما يحدث اليوم هو ابتلاء من الله سبحانه وتعالى، لأن عباده ضلّوا الطريق، وأصبحت الدنيا مطلبهم الوحيد. إن نعمة الجمال الحقيقي لا يُدركها إلا الغارقون والمستشعرون بنعم الله على عباده الصالحين، وهي نعمة (الرضا)، الرضا بكل شيء، بالشكل وبالرزق وبالحياة فقراً أو غنى، وكل ما يدور الآن من حولنا من تكالب كل شيء يدل على شقاءنا، فقد رفع الله تعالى يده عنّا، وجعلنا نتخبّط في هذه الدهاليز المظلمة (التجميل وصرعاته)، ونسينا أن الله جميل يحب الجمال، ومعنى هذا أن كل ما خلقه الله فيه من الجمال بدرجات نسبية متفاوتة.