اليوم في عصر صحافة المواطن، صارت الكاميرا سيدة الموقف، وأصبح افتعال المواقف واصطيادها ينم عن فكر المصور والناشر، ومن مجمل التسجيلات التراكمي تتشكل صورة نمطية عن المجتمع والبلد. وزارة التجارة استثمرت الإعلام الجديد والمواطنين، وأتاحت تطبيقا للأجهزة الذكية، يُمكِّن المواطن من التبليغ الموثق عن أي مخالفة تصادفه في أي مكان، فتحول المتذمر من أدائها إلى متعاون معها، وصار لديها العدد الأكبر من المراقبين الميدانيين الذين يربو عددهم عن عشرة ملايين مراقب، إذا استبعدنا من التعداد السكاني من لا يتعاطى مع التقنية، أو تمر عليه عمليات الغش التجاري دون أن يشعر أنه مخدوع، وغير ذلك من الفئات التي لن تستفيد من التطبيق، والرصد الذي يقوم به المواطن عملية وطنية وأمنية ١٠٠٪ لأنها تحمي الوطن والمواطنين من عدو ما. في نفس الوقت نلتفت لجهة أخرى، لنتأمل ما يوجعنا به مخيبو الآمال من بعض منسوبي المدارس في القطاعين (البنين والبنات) بتصويرهم مخالفاتهم التي يُمارسونها في الحرم المدرسي، وتحديهم للنظام بالتصوير والنشر، مع ما يفترض أن يكون عليه منسوبو المؤسسة التعليمية من إدراك وتحمّل للمسؤولية الوطنية واضطلاع بالرسالة التنويرية السامية، نشعر بأسفٍ شديد، إذ يغيب عن أذهان هؤلاء كل القيم التربوية التي يفترض أن يجسّدوها، ولا يطيش في عقولهم لحظة التصوير المراهقة إلا التمرد وعُقَد النقص وتدني الوعي وسخف التفكير وتراجع الولاء للمؤسسة التعليمية والانتماء للوطن، وهذه ليست مبالغة ولا تأليب للمسؤولين عليهم، لأن التأليب على من يُسيء للوطن وأهم مؤسساته هو مطلب وطني وأمانة يجب أن تؤدَّى من أجل سمعة الوطن ومؤسساته وأمن أجياله الفكري ومستقبلهم العلمي. جميل لو تعمل الكاميرات في الوزارات بطريقة مراقبي وزارة التجارة "المواطنين"، والتطبيقات الذكية التي تتيح رصد "مخالفة ما" مُوثَّقة بالصورة حين تصل للهدف المسؤول، هي عملية بناء وممارسة واعية للمواطنة، أما تصوير التجاوزات السلوكية والتعنيف ورميها في فضاء التقنية ليتلقّفها الشامتون والكارهون ليسيئوا لنا من خلال مراهقينا، ويتلقّفها الأطفال لتهوي من عيونهم القدوات التربوية، وتسحق هيبة التعليم بسبب حمقانا؛ فهو هدم بكل المقاييس لكل القيم والمكتسبات المعنوية. @511_QaharYazeed lolo.alamro@gmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (71) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain