وصف أستاذ العلوم السياسية في جامعة قطر الدكتور محمد المسفر، دعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز إلى الاتحاد الخليجي، بالحضارية الصادقة المنطلقة من رؤية واعية وعقيدة إسلامية نقية وتوجه عروبي لبناء الدولة الخليجية الواحدة. وقال لـ«عكاظ»: إن دول مجلس التعاون تواجه تحديات جمة، والاتحاد التكاملي خير آلية لتفادي المخاطر وتجاوز التحديات. مضيفا أن التجارب التاريخية أظهرت فشل الأحزاب الدينية في ممارسة السياسة. وأكد أنه من الطبيعي أن يقف العقلاء ضد كل من يطوع الدين لخدمة أهداف وأجندات مطامع سياسية. ونوه المسفر، بحكمة الملك عبدالله بن عبدالعزيز وجهود أمير الكويت في إعادة المجلس إلى مسيرته بعد تعكير أجواء استمرت ثمانية أشهر، داعيا القمة إلى تبني قرارات استراتيجية يلمسها المواطن، مبديا تحفظه على أن تطرح كل القضايا على جدول عمل القمة، وأن تقتصر على ملف الإرهاب والتكامل عسكريا لمواجهته والعمل على تعزيز التفاعل الاقتصادي وإقرار مشروع إعلامي موحد لتبني وجهات النظر العادلة ونقلها إلى المنظمات والهيئات والدول في كل أنحاء العالم. وأعرب عن أمله أن تتجاوز القمة الـ35 في الدوحة عادة فن الصياغة وتخرج من النظري إلى اعتماد آليات وبرامج عمل ممكنة تعزز دور المجلس في خدمة شعوب المنطقة وحمايتهم والخروج بقرارات معززة لدور المجلس الذي تجاوز عمره الثلاثة عقود، معتبرا أنه آن أوان التحول لاتحاد بسياسة واحدة وجيش واحد وتنمية متكاملة. وحول استقطاب العراق واليمن في دائرة المجلس، قال: كنت من الداعين إلى ذلك إلا أن العراق واليمن غير مؤهلين في المرحلة الحالية للاستقطاب، إلا أن استقطاب الأردن ضرورة يمليها الانتماء لعروبتنا والضرورة الواقعية سياسيا كون إيران تعمل في العراق واليمن وتستقطب في كل الاتجاهات، مشيرا إلى أن الاهتمام بالشأن المصري ومد جسور التعاون معه ضرورة قومية ووطنية وإسلامية دون تدخل في الشأن الداخلي. وحذر المسفر، من تحول البعض إلى مقاعد الفرجة على ما يحدث للسنة من إبادة في دول عدة، مشددا على أهمية اتخاذ القمة الخليجية مواقف حاسمة وحازمة ضد الطائفية ومن يقف وراءها ومعها. وأبدى تفاؤله بالدور السعودي في خدمة قضايا المنطقة من خلال الحراك الفاعل للحد من الإرهاب وتحجيم التطرف، مؤكدا خطورة التنظيمات الإرهابية كونها تفرخ بعضها من بعض وتقدم لنفسها مبررات عاطفية ما يوجب التحصين المبكر للعقل بالعلم والمعرفة ووضع برامج وخطط تعليمية وسياسات تعلي قيمة التنمية المجتمعية وتحقق وتعزز العدل وتحد من الظلم والقهر والفساد.