نشرت الأسبوع الماضي، المصادف لليوم العالمي "لمناهضة العنف ضد المرأة"، تقارير محلية تناولت "تنامى العنف الموجه للمرأة" ومقال لكاتب في صحيفة محلية قدم رؤيته الدونية للمرأة السعودية في بيئة العمل، حصدت ردود أفعال شاجبة، خاصة من النساء، وتصدى لها الكاتب والأديب حمد القاضي في مقالة: "تفنيد مقال هجومي على المرأة العاملة تعميمي ومليء بالاتهامات الباطلة". المقالة الهجومية لخصت نتائج غياب التحفيز وتقديم الجوائز للمرأة القدوة والنموذج في بيئة العمل على مستوى وطني، ما يرسم صورة سلبية ويعمم نموذج الأقلية الأسوأ التي توجد في أي قوى عاملة في العالم. المقالة "الرد" مثلت الجانب المشرق من رجال مجتمعنا، ولطالما تجاهل إعلامنا وصحافتنا إبراز أدوارهم، ليس لنسب نجاح المرأة وتطورها ونيلها حقوقها بموجب دعمهم، بل نزولا عند قواعد في الدين والتقاليد تجسد كل ما ننادي به لإحقاق الحق، قواعد يؤمن بها رجال فضلاء دعموا المرأة وساندوها لما لها من قيمة ومكانة مثل: "احب لأخيك ما تحب لنفسك"، وهذه من أقوال الرسول الكريم، عليه السلام، الذي وضع مقياس الرجولة بين الكرم واللؤم وفقا لأسلوب تعامل الرجل مع المرأة. في تصريح لرئيس مجلس إدارة مؤسسة المرأة العربية الدكتور كريم فرمان، ذكر أن السعوديات في طليعة نساء العالم العربي، ويمثلن العدد الأكبر من النساء الحاصلات على الدكتوراه من الجامعات الغربية والبارزة، وبرزن دوليا ومثلن السعودية في المحافل الدولية، ومنهن عالمات سعوديات يعملن في جامعات أميركا وبريطانيا، وفي مفاعل نووي سويسري. وحصدت السعوديات التكريم من جامعة الدول العربية، من خلال "ستة من مقاعد من جائزة المرأة العربية المتميزة"، وتوجت السعوديات ذلك بنيل جائزة "السيدة العربية الأولى في دعم العمل الإنساني". السعوديات لا يوجدن في "مكاتب الحش وطق الحنك"، كما ذكر الكاتب فقط، بل مهندسات في آبار النفط، ومنهن عالمات ومخترعات متعددات المواهب في خدمة الدين والوطن والعلم، ومن جيل العالمة السعودية سامية ميمني، رحمها الله، متعددة الاختراعات، وحتى الجيل الحالي، ومن الأمثلة وكيلة معهد البحوث العلمية وإحياء التراث الإسلامي بقسم الفيزياء "جامعة أم القرى" الدكتورة مها خياط، ولديها ثلاث براءات اختراع عالمية في "تقنية النانو"، وغيرها نساء سيرتهن يصعب سردها في عجالة. الإساءة والحط من قيمة مشاركة المرأة في بناء الوطن، لم توجه للسعوديات بل "لمشروعات التمكين"، ولن تتوقف طالما تمكين المرأة بلا روافد ومبادرات ثقافية تساند هذه الجهود، وتخفف من حدة ردود الفعل البدائية عليها.