×
محافظة المدينة المنورة

اجتماعي / جمعية " أسرتي "تنفذ برنامجاً للمقبلين على الزواج بالحناكية

صورة الخبر

الكل مستاؤون، والجميع يتأففون، من ازدحام الشوارع عند سقوط المطر، أو عند وقوع حادث، والأغلبية تتبادل رمي التهم؛ لكن من المتسبّب في ذلك؟ لا أحد يعلم. ظواهر غريبة عجيبة نشهدها بشكل يومي، سببها ازدحامات واختناقات مفاجئة، في بعض الطرق الرئيسية، وأوقات تُهدر، وموظفون يتأخرون عن أعمالهم، وتوتر وانفعال، والسبب الفرجة أو الخوف من لا شيء. ما هي الفرجة؟ وما هو الخوف من لا شيء؟ هي ظواهر بتنا نعيشها بشكل شبه يومي، سببها روّاد التصوير بالهواتف، الذين يشهرون أجهزتهم لتصوير حادث سير لم يسفر إلا عن إصابة غماز سيارة، فيبطئون من سرعتهم إلى حدّ التوقف، لالتقاط صور تذكارية للحادث الذي يمرّ من جانبهم، وكأن حال المصوّر البحث عن موضوع يتندّر فيه إلى أسرته عند وصوله المنزل. أما الخوف من اللا شيء، فقد يكون مرده عدم اعتياد العامة المطر في الدولة، ما يجعلهم يسيرون بسرعة أبطأ من السلحفاة، كلما سقطت زخّات مطر، خوفاً على أنفسهم من الانزلاق. المشكلة أن الكثير من المتأفّفين من الازدحام، يرتكبون الفعلة نفسها عندما يصلهم الدور إلى مكان وقوع الحادث، فبعد قائمة طويلة من الشتائم والغضب على المتباطئين لتصوير الحادث، يقومون هم أنفسهم، باستلال هواتفهم لتصوير الذكرى. ومن الظواهر أيضاً، انتشار بعض السائلين عند الإشارات الضوئية، فنجد السائق، الباحث عن فعل الخير، يبطئ من مسيره ليعمل مسحاً ضوئياً لهذا السائل، ليرى إن كان يستحق العطاء أم لا، وإذا ما قرّر منحه بضعة دراهم، فإنه سيتسبّب حتماً في ضياع الفرصة على عدد ليس بالقليل من السيارات لعبور الإشارة. إذاً القضية أصبحت ثقافة، ولا حلّ في الأفق، وليس بيد الشرطة عصا سحرية، لتكون في وقت الحادث فور وقوعه لتمنع التجمهر، ولا عصا غليظة لتدفع الناس للسير بعقلانية عندما يسقط المطر. هذه الظواهر بات يلحظها المواطن والمقيم والزائر، تبحث عن حلّ، ولا يمكن تحميل جهة مسؤولية ذلك، فالعيب في العامة، وليس في النظام، وعلاجه لا يمكن إلا أن يتأتّى من الناس أنفسهم. فما الذي يمكن تقديمه ولو خطوةً أولى لنقلع عن عادة التباطؤ لتصوير الحادث أو تحفيز الناس على السير في المطر؟ لو كنت شرطياً، لخالفت كل السيارات التي تخفّف من سرعتها عند الحوادث، والعمل على الإعلان عن ذلك عبر وسائل الإعلام، بدعوات كثيرة ليبدأ الناس يشعرون أنهم سيعاقبون إذا ما أقدموا على مثل هذا الفعل. أما في حال المطر، والسائلين، فلا حلّ إلا أن يرافق شرطي كل سائق سيارة ليدفعه للمسير. jamal@daralkhaleej.ae