كما هو معلوم أن التربية هي الأساس والأولى في تعليم الطلاب في مختلف المستويات التعليمية المرحلة الابتدائية والمتوسطة والثانوية وقد تكون المرحلتان الابتدائية والمتوسطة هي الأولى في التربية لذا أطلق مسمى (وزارة التربية والتعليم) لأن التربية تشارك مرحلة التنشئة الاجتماعية في الطفولة المبكرة حيث تشارك المدرسة في هذه التنشئة بعد الأسرة التي تعتبر حجر الزاوية في هذه التنشئة من قبل الوالدين فيحضر الطالب ولديه بعض الخبرات الاجتماعية التي تكونت لديه وتقوم المدرسة بإكمال مسيرة التنشئة الاجتماعية التي تعتمد على التنشئة الاجتماعية الإسلامية الصحيحة من قيم وعادات وتقاليد يحتضنها الطالب ويمتصها ويحتفظ بها في عقله الباطني فإذا كان هذا الوسط المدرسي يغذيها بالأسلوب الصحيح أصبح الطالب لديه مخزون من هذه التنشئة الإسلامية الصحيحة تسير سلوكه وتضبطه عندها يتصرف الطالب بسلوك معتدل ومتزن في المواقف الاجتماعية التي تحصل له في الوسط المدرسي مع معلميه وزملائه وقد يمتد هذا التصرف مع أسرته وأفراد المجتمع ولكن إذا اختلفت هذه التنشئة الأولية في الأسرة والمدرسة وهي الأساس فإن الطالب قد لا يكون لديه حصانه في هذه التنشئة لذا قد يتصرف تصرفاً يعكس ما تنشأ عليه بحيث لا يكون لديه خبرة ويحصل منه بعض السلوك المضاد للمدرسة من معلمين وطلاب وقد سمعنا وقرأنا بعض السلوكيات التي حصلت من بعض الطلاب وخاصة المرحلة الثانوية من اعتداء على معلميهم التي وصلت إلى حد القتل أو الاعتداء على ممتلكات المدرسة أو سيارات المعلمين من تكسير وتهشيم لهذه السيارات أو الاعتداء على بعض زملائهم باستعمال السلاح الأبيض من طعن وضرب ولما تحصل مثل هذه السلوكيات المشينة لا تعالج بعضها علاجاً جذرياً من أجل معرفة الأسباب الحقيقية وراء هذا السلوك ودوافعه كل ما هنالك أن المرشد الطلابي مع احترامي له أنه يبحث المواقف التي تحصل بحثاً سطحياً ولا يتعمق في دراسة هذه المشاكل لأنه ليس متخصصاً في هذا المجال فمدير المدرسة مثلاً يبحث عن قدماء المدرسين ويسند له وظيفة (المرشد الطلابي) الذي قد يكون تخصصه مثلاً لغة عربية أو ثقافة إسلامية أو جغرافيا.. إلخ فهو لم يدرس ويتلقى مبادئ الخدمة الاجتماعية التي تدرس في كليات وأقسام الخدمة الاجتماعية في الجامعات بما في ذلك علم النفس وعلم الاجتماع. لذا فإننا ننادي بتطبيق (الخدمة الاجتماعية المدرسية) التي يمارسها (الأخصائي الاجتماعي) فهنا لا بد من وجود (الأخصائي الاجتماعي والأخصائية الاجتماعية) في كل مدرسة بنين وبنات لا سيما أن هناك آلاف الخريجين من هذه الكليات والجامعات الذين يتخرجون كل عام ولا يجدون وظائف في هذه المدارس التي أصبحت بحاجة ماسة لتخصص هؤلاء الخريجين وهنا فإنني أوجه نداء لسمو وزير التربية والتعليم صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بالنظر في توفير وتوظيف الأخصائيين والأخصائيات الاجتماعيين لا سيما أن هذا يتفق ويتزامن مع مشروع الملك عبدالله بن عبدالعزيز متعه الله بالصحة والعافية لتطوير التعليم الذي تم دعمه مؤخراً بـ(80) مليار ريال والذي بدأت تظهر بوادره بمتابعة واهتمام من سمو وزير التربية والتعليم صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل والله من وراء القصد.