قالت مصادر لـ"الوطن" إن الحكومة السورية تمكنت أخيراً من تجنيد رجل أعمال وصفته بأنه من الدائرة الضيقة المحيطة بالرئيس السوري بشار الأسد، وشريكاً بذات الوقت لشقيقه ماهر في عددٍ من المشاريع التجارية، لاختراق فصائلٍ عسكرية مسلحة في سورية، مؤكدة أن هذا الشخص تمكن بالفعل من اختراق صفوف بعض الكتائب. وأضافت المصادر أن خلافات نشبت بين بعض الفصائل العسكرية التي تقاتل النظام السوري كانت مدبرة من قبل هذه الشخصية المرتبطة بقيادة دمشق بشكلٍ مباشر، لبث الفرقة بين المعارضة، وبالتالي الإيحاء للرأي العام العالمي والمجتمع الدولي بأن تلك الفصائل المسلحة "ليست محل ثقة"، بل أكثر من ذلك، حين اعتبرت المصادر أن ذلك يدخل في محاولات "تفريغ الثورة السورية من محتواها"، وأن ما يحدث في سورية "إرهاباً حقيقياً" يستدعي تدخلاً دولياً لمكافحته. ونشبت خلافات أخيراً، بين فصائل عدة تقاتل نظام الأسد، بعد أن تمكنت تلك الشخصية من اختراق صفوف الفصائل التي "ارتهنت له بالمال" طبقاً لوصف المصادر، بعد دخول ما يعرف باسم "تنظيم دولة الإسلام في العراق والشام"، المعروف اختصاراً بـ"داعش" على الخط، نتيجة سيطرة الجيش الحر على أحد المعابر الحدودية شمال سورية، هذا بالإضافة إلى توغل التنظيم في محافظات عدة، كمحافظة الرقة الشمالية، التي تفرض "القاعدة" سيطرتها عليها. ومضت المصادر تشرح تفاصيل اختراق الشخصية لبعض الكتائب، وقالت "كانت تلك الشخصية تجتمع بين فينة وأخرى مع بعض قادة الكتائب لزرع الفرقة والشتات بين صفوفهم، وإثارة الدسائس والمؤامرات، وهو ما تم بالفعل، بعد ارتهان بعض المندسين في صفوف الثورة السورية لرجل الأعمال، الذي جندته القيادة السورية لخدمة مصالحها، فلدينا معلومات موثقة عن اجتماعات عقدها الرجل مع قادة تلك الكتائب، التي يمدها بالمال، والمعلومات في آن واحد، حتى بلغ الأمر أن تلك الكتائب لا تستطيع إجراء عمل عسكري أياً كان، دون الرجوع إليه". من جهة أخرى، لقي النائب مجحم السهو الذي اختطفه مسلحون مجهولون مصرعه، حسبما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن في تصريحات صحفية إن "السهو (50 عاماً) اختطفه جهاديون قرب منطقة السخنة على طريق دير الزور تدمر فيما كان متوجهاً إلى دمشق، قبل أن يقوموا بقتله". وكان مصدر حكومي قد اتهم دولة الإسلام في العراق والشام التابعة لتنظيم القاعدة باغتيال السهو". في سياقٍ منفصل، اتهمت صحيفة "صنداي تايمز" البريطانية النظام السوري باستهداف المدن والبلدات في الأشهر القليلة الماضية بعشرات الغارات الجوية مستخدمة أسلحة وقنابل حارقة. وأضافت الصحيفة أن تقريراً لمنظمة هيومن رايتس ووتش كشف أن قوات النظام استهدفت بالقنابل الحارقة أهدافا ومناطق متعددة في البلاد في 56 غارة جوية على الأقل على مدار السنة الماضية، وأن المدارس كانت من بين هذه الأهداف. وأضافت أن من بين الأهداف التي قصفتها طائرات النظام مدرسة في بلدة عرماء الكبرى قرب حلب في أواخر أغسطس، مما أسفر عن مقتل 37 طالبة وإصابة 44 غالبيتهن من المرحلة الثانوية كن يتجهزن للامتحانات. ونسبت الصحيفة إلى المسؤولة في قسم الأسلحة في المنظمة ماري ويرهام القول إن دمشق استخدمت في قصف المدرسة قنبلة بزنة نصف طن تحتوي على وقود يشبه النابالم، مما تسبب في مقتل الطالبات على الفور.