×
محافظة المنطقة الشرقية

جامعة الفيصل تفوز بجائزة ابن حميد للثقافة والعلوم

صورة الخبر

في بريطانيا تحركت نخوة القيم في صدور مسؤولي التعليم، فذهبوا يؤكدون تعليمها، وضرورة تدريب طلابهم عليها في مؤسساتهم التعليمية، فطلاب المدارس الذين هم اليوم على مقاعد التعلم والاكتساب يتلقون، غداً في مسارات التفاعل سيطبقون.. هذه الالتفاتة المباشرة ربما جاءت لأن الواقع لديهم قد أفرز سلوكا آخر عما يؤسسون له من قيم التعايش سواء في الشرائح الأكثر منهم في بيئات مناطقهم ذات الخصائص المتباينة، أو المتشابهة، لا يمثلون منظومة ما تنص عليه لوائح هذه القيم، ولعل في مقدمتها ما يرتبط بكل من هم ليسوا منهم، وهو «قبول الآخر» باختلاف لونه، وهويته، ومعتقده.. إذ في سجلات الجريمة، والاعتداءات الفردية لديهم التي تزايدت ما يثبت غير الذي يريدون، ما جعلهم ينهضون لمداراة ما يمكن إصلاحه مما فسد من هذه القيم، وهذه أولها...! الشاهد أن جميع المجتمعات العالمية ليست تتصالح مع الآخر بالشكل الذي تفرضه منظومة القيم وبنود الحياة، وإلا لاختفت جرائم التمييز، والاختلاف بشتى دوافعها وأشكالها..!! ومع أن الإنسان هو الإنسان، ولا يقدمه عن الآخر إلا منظومة قيمه التي هي بالتأكيد مرتبطة ببواعثها، وجذورها، وهي منظومة أخلاقه.. إلا أن الأخلاق تؤسس بالتعليم والتنشئة والتدريب، بضوابط الصواب والخطأ، والحق والباطل، والمقبول والمرفوض.. ومهما اختلفت عقائد البشر إلا أنهم دائما ذوو فطرة..، والفطرة محجة النقاء، ولا يلوثها أو يكدرها غير البشر..!! الخلاصة، أن الأمر الملزم في المرحلة الراهنة يؤكد على أن تعيد جميع دول العالم شأن تصويب المسارات التعليمية، والتربوية في شأن القيم، وتحديدا قيم التعامل مع جميع البشر..، لأن هذا الانفتاح، وما تحقق من الاندماج البشري ينبغي أن يكون له دعاماته من هذه القيم..، ومن ثم أن تفرض أنظمة لمعاقبة كل من يتخلص من تنفيذها، أو يتراجع، أو يتهاون، أو يجنح عن التعامل بها.. على الأقل ليأمن الإنسان كائنا من كان، العيش بسلام إن قُدر له أن يمضي ردحا من سِنيه خارج وطنه، سواء للعمل، أو الدراسة، أو السياحة.. فقبول الآخر لا يتحقق ضمن قناعات بالمسالمة، والقبول، والتوافق إلا بتربية حاسمة، حازمة، منضبطة..! أو بعقوبات لا مماطلة فيها، ولا تسويف بشأنها، ولا تفريق بين الناس باختلاف مجتمعاتهم أو تقدم دولهم.. فالإنسان هو الإنسان، وربه تعالى ما جعل بينه وغيره من البشر اختلافا في اللون، والرزق، والنوع، والمكان، إلا للشهادة بقدرته سبحانه، وتفرده لا إله غيره، والإيمان به وحده..!