الصخيرات عبدالوهاب العريض شدد رئيس مجلس إدارة مؤسسة الفكر العربي، الأمير بندر بن خالد الفيصل، على أن مؤتمر «فكر» السنوي، الذي يعود هذا العام إلى المغرب بعد مرور 10 أعوام على انعقاده فيها 2004م، حاملاً عنوان «التكامل العربي: حلم الوحدة وواقع التقسيم»، يكتسب أهمية خاصة، في ظل الأحداث التي يمر بها الوطن العربي اليوم. وقال لـ «الشرق» إن مؤسسة الفكر العربي وجدت بأن هناك ضرورة لتسخير كافة الطاقات والإمكانيات والجهود لقيام حوار عميق وواع حول أسباب هذه الصراعات ونتائجها، ورصد وتحليل كل الحقائق حولها، وأخذ العبر منها، مضيفاً أن مؤتمر «فكر» يسعى لتوفير بيئة مناسبة للحوار والنقاش بين جميع الأطراف المشاركة من مفكرين ومثقفين وخبراء وصناع قرار ورجال أعمال على اختلاف انتماءاتهم الفكرية، لعلها تمهد الطريق نحو تحقيق الحلم العربي الذي عاشته الشعوب العربية لعقود خلت. وأشار رئيس مجلس إدارة المؤسسة إلى أن هذا المؤتمر يحمل أسئلة معرفية تظل حاضرة في الثقافة السياسية والاقتصاد، وفي كل مجالات التنمية الإنسانية. وتابع قائلاً: إننا اليوم، أمام تلك التحديات، بحاجة إلى رسم الخيارات وتقديم الإجابات حول أسئلة الحاضر العربي، وتحديات المستقبل، وهو ما يؤمل من مؤتمرنا هذا العام القيام به، ويبحثه بعناية في محاولة للإجابة عن مختلف التساؤلات والأحلام والمسارات المستقبلية. تغيرات جذرية من جهته، أوضح المشرف العام على مؤتمرات فكر، حمد العمّاري، أن مؤسّسة الفكر العربي تمر بتحول جذري يتعلق بأسلوب عملها، ورؤيتها وتطلعاتها، ووعيها للأوضاع الصعبة التي يعيشها الوطن العربي حالياً. وقال العماري لـ»الشرق» إن المسؤولية ستكون مضاعفة وستستغرق وقتاً ليس قليلاً، «لكننا في النهاية، نعمل على قيادة التطوّر من أجل نشر فكر تنويري ونشر المعرفة والإبداع الهادف». وأضاف أن مؤتمر «فكر13» سيواكب هذه النقلة خلال السنوات المقبلة، إذ سيصبح موضوع المؤتمر السنوي متكاملاً وموحداً مع أنشطة المؤسسة المتعددة، لافتاً إلى أن ملامح هذا التغيير قد بدأت، من خلال العنوان الذي حمله التقرير السنوي السابع للتنمية الثقافية «العرب بين مآسي الحاضر وأحلام التغيير»، الذي يحاكي موضوع المؤتمر، وأيضاً من خلال العدد الخاص من نشرة «أفق» الصادرة عن مركز الدراسات والبحوث، الذي يتناول الوضع العربي المأزوم، في إطار مأزق الهوية العربية. إعادة تواصل وحول عودة انعقاد مؤتمر «فكر» بعد 10 أعوام في المغرب، قال العماري إن الأوضاع التي مرت بها العاصمة اللبنانية بيروت (مقر المؤسسة) جعلها تعقد مؤتمرها ثلاث مرات متتالية في دبي، وذلك يعود لسببين رئيسين، أولهما الحفاوة والترحيب من قبل المعنيين الرسميين في الدولة، وثانياً توفير البيئة الخدماتية واللوجستية والأمنية المناسبة. أما هذه السنة، فقد اتّخذ مجلس الأمناء في المؤسّسة قراراً بعقد المؤتمر في دورته الـ13 في المملكة المغربية، من أجل إعادة التواصل مع هذا الجزء المهم والحيوي من الوطن العربي، وخصوصاً أن المغرب يضم نخباً فكرية وثقافية من طراز رفيع، ويُصدِّر إنتاجاً ثقافياً يرتقي إلى مستوى العالمية، فضلاً عن حضوره وتأثيره الواسعين في الحياة الثقافية الأوروبية، مشدداً على أن المغرب «تتمتّع ببيئة خدماتية متطوّرة، وتعيش حالة من الاستقرار الذي يسمح لنا بعقد مؤتمرنا هناك». حلم وواقع وعن عنوان المؤتمر، قال العماري: «لا يزال حلم الوحدة ينبض في قلب كل عربي، وربما أن مشهد الشتات والفرقة والانقسام الذي يعيش العالم العربي على وقعه، دفعنا إلى التركيز على موضوع الوحدة والتكامل، لأننا أردنا أن يبقى هذا الحلم حياً، وذلك من خلال وحدة الفكر والثقافة الفاعلة، والتكامل على المستويات الثلاثة الرئيسية، وهي: السياسي والثقافي والاقتصادي». وفيما يتعلق بأهداف المؤتمر المتمثلة في ترسيخ التعاون العربي في ظل الأوضاع العربية القاتمة، ومدى إمكانية النجاح في تحقيق هذه الأهداف، قال: «لو كان التعاون والتنسيق قائماً، لما احتجنا إلى أن يكون هناك مؤتمرٌ من هذا النوع. ونظراً لغياب هذا الاجتماع العربي، أردنا أن يكون هذا الموضوع محور النقاش، وأن نحفّز بدورنا المفكرين والمثقفين لدفع دولهم نحو التقارب والتناغم، وخصوصاً أن المثقف يضطلع بمهمّة حضارية، ودوره يتعاظم في ظروف كهذه، في ظل التغيرات التي تشهدها مجتمعاتنا، والتحولات التي تدق أبوابنا جميعاً وتنذر بما هو أسوأ».