ـ التابع يُصاب أحياناً بحالة جنون عامة، ويمكن أن يأخذه الصوت العالي، أو أن يُساق إلى حتفه ببضع كلمات حلوة وناعمة، وهو نادراً ما يستفيق من سكرته إلا بعد صدمات متتابعة يتلقاها من قائده وخطيبه الملهم والمفضل، ولا بد أن يتأكد بنفسه من الانهيار التام أولاً حتى يعود!! ـ أن تكون تابعاً لأي أحد؛ فمعناها أن لديك الاستعداد الكافي للتخلي عن التفكير والتساؤل والاعتراض، وترك الأمور كلها لمن يُفكر ويُقرر بالنيابة عنك؛ إما خوفاً وإما إعجاباً مفرطاً، وكلاهما من أنواع العبودية الجديدة. ـ من يخون الأتباع في العادة هم القادة، والخطباء، والمجيشون بشكل عام، وغالباً ما يتفاجأ الأتباع البسطاء بأن رمزهم المصنوع من العجوة يتراجع عن كل ما زعمه بوخزة دبوس أو فركة أذن بسيطة؛ بل وينفي انزلاقه عن الجادة حينما تحين لحظة الحقيقة وجردة الحساب المتوقعة. ـ التابع كائن هش بطبعه وقليل المعرفة، وأرشحه دائماً كبريء بسبب قصوره العقلي والثقافي، ولا أستطيع تحميله إثم الانسياق أبداً؛ إنه حالة من حالات الفوضى البشرية التي يستثمرها المجيش والمحرض، ويهش بها على سياقات العقل المتواضع كي يزيده اختلالاً وضلالاً. ـ التابع ضحية خواء معرفي في الأصل، وهو يبحث عن مكان وذات، ولذلك يقع في شرك التبعية بسرعة مذهلة، ويتقمص دور المناضل وكأنه القائد الملهم نفسه، ويعتقد أنه بذلك وجد نفسه الضالة واستعادها وحقق أحلامه، وفي النهاية لا دور ولا ذات مكتشفة أو مستعادة! ـ خونة الأتباع كثيرون جداً، وأشدهم خطورة هو من يغير جلده بعد كل فركة أذن؛ ليعود بعدها كي يواصل الخيانة بأشكال وطرق جديدة أكثر تشويقاً ومعاصرة للأحداث؛ يتغير الخونة في كل عصر، ولكن الأتباع الأبرياء أبداً لا يتغيرون!