عبده خال حين تم إنشاء مجلس التعاون الخليجي، في بداية الثمانينات الميلادية، كان يستهدف في الأساس الوقوف في مواجهة تداعيات الحرب العراقية الإيرانية. وهي النية المضمرة وإن ارتدت لبوسا مغايرا لهذا الإنشاء كالتعاون الاقتصادي والثقافي والاجتماعي. هذا التكتل استطاع اختراق عقود من الزمان من غير فاعلية حتى بلغ درجة الضمور، ومع مرور أحداث جسام في المنطقة ظل متماسكا، ولم تستطع الأحداث المختلفة تقويضه؛ بسبب رغبة الأعضاء مجتمعة الإبقاء عليه خشية من حدوث أمر يزعزع أي دولة من دوله، فيتم تفعيل الهدف الأساس من ذلك الوجود. ومع هبوب كل الزوابع السياسية، ظل المجلس يحاول بشتى الصور التماسك، وكانت الانتقادات الداعية لحله كونه لم يحقق شيئا ذا قيمة تجعل أعضاء المجلس يقللون من تلك الانتقادات ويواصلون نفيها بما يستطيعون دفعه في اللقاءات الدورية وبالقرارات التي يتم اتخاذها، إلا أن تباين المواقف السياسية لكل دولة عضو في المجلس أكدت أن ذلك التكتل لم ينجح في تحقيق الطموحات الكبيرة لشعوب المنطقة، ونجح في إطالة عمره والبقاء كتكتل إقليمي، وإن لم ينجح في جوانب عديدة، فعمره الطويل لم يحقق إنجازات ضخمة كما أحدثه الاتحاد الأوربي ــ مثلا. وحدث كثير من الاختلافات بين الأعضاء، إلا أن رغبة البقاء في تكتل خليجي تنتصر دائما. ومع موجة تساقط العديد من الأنظمة وانتشار الفوضى في الدول العربية، كانت دول المجلس تقف متحسبة لأي اهتزازة قد تحدث في محيطها الإقليمي، متخذة من درع الجزيرة وسيلة مشتركة لدفع الأخطار عن الدول الأعضاء. ورشحت الأخبار بأن دول الخليج سوف تقوم بإطلاق قوة عسكرية مشتركة لمواجهة أي طارئ ينتج عما يموج من تحركات الداعشيين أو الحوثيين أو تقدم إيراني. إلا أن السؤال: ما هو الفارق في المهمات بين قوة درع الجزيرة والقوة الجديدة؟ وهل يمكن أن تنطبق الرؤى الاستراتيجية بين دول المجلس، خصوصا مع عدم التطابق في التوجهات والاستراتيجيات؟ أعتقد أن القوة الجديدة لو تم بناؤها من خلال المتطوعين لكي تكون قوة جاهزة عند الحاجة ورافدا معينا للجيوش الخليجية سيكون الأمر أكثر جدوى من وجود قوتين لها نفس الهدف.