التقى المهندس عادل فقيه، وزير الصحة المكلف، أخيرا عددا من خبراء منظمة الصحة العالمية ومراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها الأمريكية (CDC) الذين يزورون المملكة بدعوة من الوزارة، وذلك في إطار التنسيق الذي تقوم به الوزارة مع المنظمات والهيئات الصحية الدولية للتصدي لفيروس "كورونا". و تركز الاجتماع حول بحث طرق وآليات تطوير الاستجابة لمخاطر الفيروس، كما تم استعراض نتائج الزيارة التي قام بها الوفد أخيرا إلى الطائف ومرئياتهم حيال الإجراءات التي طبقتها الوزارة للتعامل مع حالات الإصابة التي ظهرت هناك. وأعلنت "الصحة" أمس، تسجيل حالتي إصابة جديدة بالفيروس، الأولى منها لمسن سعودي يبلغ من العمر 71 عاما في الرياض، وهو في حالة صحية حرجة، والثانية لرجل سعودي يبلغ من العمر 52 عاما في بريدة، وقد توفي نتيجة الفيروس. هذا وكان ثلاثة خبراء من مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها الأمريكية (CDC) قد انضموا إلى خبراء منظمة الصحة العالمية برئاسة الدكتور حسن البشرى ممثل المنظمة في المملكة، حيث أمضوا أسبوعا لدراسة مجموعة من الحالات المصابة بفيروس كورونا التي سجلت في الطائف أخيرا. ويقدم هؤلاء الخبراء المختصون بتفشي الأمراض والأوبئة الاستشارات إلى مركز القيادة والتحكم التابع لوزارة الصحة المتعلقة بجهود الحد من مخاطر الإصابة بهذا المرض الخطير الذي تبيّن أنه ينتقل مبدئيّاً من الإبل إلى الإنسان الذي يقوم بدوره بنقله للآخرين، حيث حدثت بعض الإصابات أيضا في مرافق الرعاية الصحيّة ناتجة عن انتقال العدوى من شخص لآخر. و أشار خبير الأمراض المعدية من مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها إلى أن هذا المرض على الرغم من أنه يُعتبر خطيرا، إلا أنه لا يوجد دليل على انتشاره على نطاق واسع في المجتمع حيث لا يزال يظهر كحالات متفرقة. ومضى مؤكدا على ضرورة استمرار الوزارة في تنفيذ عمليات المراقبة الصارمة والوقائية من العدوى ومكافحتها في الطائف ومتابعتها بدقّة شديدة خشية ظهور حالات ثانوية جديدة، لاسيما أن من المتوقع حدوث حالات أولية بين الحين والآخر. تجدر الإشارة إلى أن التعاون الدولي يشكل السمة المميّزة للجهود التي يقوم بها مركز القيادة والتحكم منذ إنشائه كوحدة "الاستجابة للحالات الطارئة" لدى الوزارة، حيث يشترك مختصون دوليون من منظمة الصحة العالمية ومراكز التحكم بالأمراض في الاجتماعات الداخلية للمركز، ويقومون بعرض أفضل الممارسات العالمية للأطباء السعوديين وخبراء الصحة العامة الذين يتولون الاستجابة لمخاطر فيروس "كورونا" والاستعداد للتعامل مع الأمراض المعدية الأخرى مثل مرض فيروس "إيبولا". كما أنهم شكلوا جزءاً أساسياً ضمن فريق الوزارة خلال موسم الحج الناجح عام 1435هـ. وعزز هذا التعاون، بمشاركة عدد من كبار الباحثين من الجامعات السعودية، قدرات المملكة على الاستجابة الفعالة لمخاطر فيروس "كورونا"، إضافة إلى دعم عمليات التدريب الدقيق الذي أسهم إلى حدّ كبير في خفض عدد الإصابات الثانوية بهذا الفيروس بين العاملين في مجال الرعاية الصحية. هذا وقد تم تسجيل 817 إصابة مؤكدة بفيروس "كورونا" في المملكة العربية السعودية منذ شهر يونيو عام 2012 نتج عنها 351 حالة وفاة.