هل تعرف حقائق تطور بلدك عبر المعرفة المؤكدة لنوعيات التقدم المتعددة في كثير من مجالات الجديد والجزل المستويات والأرقام في عالم الصحراء القديم؟.. عالم بدايات بيوت الطين التي لم يكن يسكنها جيل آباء الأجداد ممن لم يعرفوا شيئاً عن عالم اليوم.. وإنما سكنها الكثير ممن هم أصحاب تواجد في عالم اليوم.. أجداد أو آباء لكنهم غير بعيدين عن واقع الأمس القريب.. نحن نتحدث دائماً عن مدينة جدة مثلاً ؛ فنقول إنها مدينة أقدمية الحضارة وأقدمية الاتصال بالعديد من الشعوب الذين يزورونها سنوياً تمشياً مع مناسبات الحج والعمرة.. ونعرف الطائف مثلاً أيضاً عندما كنا نزورها في عصر شبابنا نحن القادمين من بيوت الطين، وكيف كان انتقالنا مع الأمهات أو الآباء نلجأ تزاحماً في سيارات النقل الخالية من الراحة ومن طعام أكثر من وجبتين في اليوم والليلة.. أبعاد التخلّف قبل عشرات السنين لم تكن تتوفر في مساحات محدودة، وإنما كانت تتواجد في كل امتداد نحو الشمال أو نحو الجنوب، أو محاولة الاقتراب من وداعة الشرق وقربه من نماذج معيشة أكثر تقدماً.. عبر عدة أشهر - وليس أسابيع - تنقلت مع زميلين بين الكثير من مواقع البيع.. عبر ما يسمى بالجديد اتساعاً ونوعيات احتواء مما كان غير معروف بدقة لدى الكثير من سكان هذه المدينة، ولاشك أنه سيكون هناك نفس مقاييس الاتساع والتفرّع بل والتميز عربياً في جدة ومكة والدمام وأيضاً ما هو جنوباً وما هو شمالاً.. كم عدد سكان الرياض؟.. وإلى أين وصل اتساع جدة؟.. وهل هناك في أي عاصمة عربية ما يقارب وفرة الاحتواء للعديد من مبيعات التغذية ومبيعات ما يحتاجه السكن أو تحتاجه الملابس أو ما تتخصص به الأدوية؟.. كم هو وجود أسواق التميمي.. نفس الشيء.. أسواق الرياض غاليري، وأسواق بنده، والعثيم، والسدحان، وسنتريا، وسوق المملكة، وكارفور، والفيصلية، وغرناطة، وبانوراما مول، ومارينا مول، وأسواق لولو، وأسواق بلشرف، وحياة مول، وأسواق الجزيرة، والدانوب.. إنها تتجاوز خمسين سوقاً بارزاً ومعروفاً.. هذه الأسواق التي لا يتكرر عددها أو اتساع مساحاتها في أي بلد عربي ما كان ممكناً أن تحافظ على الاتساع وعلى التعدد لولا وجود زبائن هم من يموّل هذه الأسواق ليس تبرعاً وإنما بشراء احتياجاتهم.. هذا يعني أن السوق في هذه المدينة.. الرياض.. يختلف في وجود من هم يعيشون واقع كفاءة اقتصادية يختلفون بها عن أي مواطنين في العالم الثالث.. وما نحن فيه أمامهم إنما نبرهن أن مستوى المواطنة متواجد بجزالة قدرات وإمكانيات.. ليس كبائع وإنما كمشترٍ.. علينا أن نفهم حقائق واقعنا.. لكي ننطلق مع هذه الحقائق نحو ما يأخذ إلى تعدّد كل ما هو أرقى، بل ولكي نكون نحن في طبيعتنا الذاتية وعْياً وقدرات بما هو أرقى.. لمراسلة الكاتب: turki@alriyadh.net