×
محافظة المنطقة الشرقية

في الجولة الثانية لدوري الممتاز للناشئين ..كلاسيكو يجمع الاتحاد بالشباب وديربي شرقاوي بين القادسية والاتفاق

صورة الخبر

لا بد وأن أنوه ـ أي أشير ـ قبل أن أدخل بالموضوع، إلى أنني لا أمت للاشتراكية ولا للرأسمالية بأية صلة، ولكنني إنسان (فاتحها بحري) ـ أي مثلما يقولون على باب الله ـ (واللي ينزل من السما تستلقاه الأرض). كثر الحديث أخيراً عن البطالة والحوافز وما شابههما، وأعجبتني تجربة قديمة بدأها رجل أعمال أمريكي اسمه (سيسيل ادمسون)، وتعجبت من اسمه الأول وظننت للوهلة الأولى أنه امرأة، ولكنني بعد تقص تأكدت أنه رجل، وسبب تعجبي أنني تعرفت في مرحلة من حياتي على واحدة اسمها (سيسيل)، وكانت للحق امرأة حاذقة وفكهة و(تملا هدومها)، ولكنها توفيت للأسف وهي بعز شبابها من جراء عضة كلب مسعور ـ رحمها الله رحمة عريضة ـ. أعود لسيسيل الرجل فيقال: إنه كان هادئ الطبع يبلغ من العمر ٦٤ سنة، ومن عادته أنه يمضي إلى عمله مشمراً عن ساعديه، ولا يحجم عن العمل بيديه إذا ما دعت الضرورة. أما الشركة التي يديرها فليست بالكبيرة، ويقدر ما تبيعه بمليون دولار في السنة تقريباً، وتختص بصنع براميل من الصلب تشتريها شركات البترول ومحطات البنزين، ولكنه لم يزل يعرف كيف يجنى الأرباح حتى في أيام الأزمات، ولكن احتدام المنافسة بين الشركات ابان الفورة الاقتصادية في الخمسينيات، والإغراءات للعمالة الماهرة جعلت الكثير من عمالته يتسربون من بين يديه، وبدأت تقل أرباحه، إلى أن كادت تصل إلى الحضيض. وفي لحظة شبه يائسة، خطرت على باله فكرة غير مسبوقة رغم مخاطرتها، وهي: أن يشرك العمال معه (ففتي ففتي) - أي مناصفة - وما إن فعل وطبق ذلك حتى انقلب (سافل الشركة إلى عاليها)، وتكاتف العمال من حيث هم جماعة واحدة لا فرق في نظرهم بين مصلحة الشركة ومصلحة كل فرد فيها، ولم يتغيب أي عامل، وأخذوا يقيدون على لوحة في المصنع أرقام الإنتاج شهراً بعد شهر، ويرون في هذه الأرقام شاهداً على فوزهم في جهادهم، وضماناً جديداً لتوفير طمأنينتهم على أرزاقهم، فكان من حسنات هذا الأسلوب أن ترى من عمال هذا المصنع من دفع في سنة واحدة خمسة اقساط سنوية تسديداً للباقي من ثمن داره، أو اشترى عامل آخر قطعة من الأرض، وقد حدث أخيراً أن اجتمع العمال ولاحظوا هذه المكاسب التي حققوها، وقرروا بطوعهم أن يرفعوا نسبة سيسيل إلى (٧٠%) من الأرباح التي تجنيها تلك الشركة التي تفوقت على كل الشركات بالأرباح. باختصار فما إن وصل التاريخ إلى بداية السبعينيات، حتى وضع سيسيل في حسابه (100 مليون) دولار، وكل شركائه العمال (أقل واحد) منهم كان ممتلكاً منزلا ولديه سيارة وفي حسابه الجاري أكثر من مائة ألف دولار. هذه تجربة أقدمها (بدون نفس) لرجال أعمالنا.