×
محافظة حائل

أمير حائل يشكر خادم الحرمين لدعمه مستفيدي الضمان الاجتماعي بالمناطق الشمالية

صورة الخبر

بادئ ذي بدء، لا بُدّ عليّ أن أشيد بالتوجّه العام للمحافظة على آثار السيرة النبوية الشريفة، وحمايتها من عبث العابثين، وتجنيبها محاولات الطمس من بعض الـمُتشدّدين، خصوصاً في مكّة المكرّمة والمدينة المنوّرة!. لكن هل يكفي هذا التوجّه وحده لمكانة هذه الآثار؟ وأهمية إبرازها بالشكل اللائق للأمّة الإسلامية؟ بل للعالم كلّه؟ أم أنّ هناك تطوير لأمكنتها يمكن سبغه عليها ممّا لم يحصل حتى الآن بسبب الخوف من ممارسة العامّة فيها لأعمال مُنافية للعقيدة؟. أنا أعتقد أنه حان الوقت ليُلقي المتخوّفون بخوفهم جانباً في ظلّ الإمكانات الكبيرة والثقافة الوفيرة للجهات المعنية، وأهمّها هيئة السياحة والآثار، والاحتياطات الوقائية الكثيرة التي يمكن تطبيقها بنجاح فائق ومضمون للحيلولة دون الممارسات المرفوضة!. كمثال: هناك غارا «حراء وثور» الشريفان، وهما شريفان لا لذاتهما، بل للشرف المعنوي الذي خصّهما به ربُّهما وخلّده، باحتضانهما لأشرف الأنبياء، محمّد صلّى الله عليه وسلّم، لفتراتٍ زهيّة من حياته البهيّة، ففي الأول كان يتفكّر حتى نزل عليه الروح الأمين، الملَك جبريل ذو المِرّة والقوةّ المكين، واحتمى في الثاني هو وصاحبُه الوفيّ أبوبكرٍ الصدّيق، رضي الله عنه، من كيد قريش، خلال هجرتهما المُباركة إلى المدينة المنوّرة!. والتطوير المكاني مطلوب للغاريْن وما حولهما، وهو إثبات قويّ لفخرنا بآثار سيرة نبيّنا عليه الصلاة والسلام واتباعاً لسُنّته؛ كما فعل الصحابة رضي الله عنهم، بل إنّ بعضهم كان يحرص على سلوك الطرق التي مشى عليها، فهل إلى هذا التطوير من سبيل؟ فالحقّ والحقّ يُقال إنّ الوضع المكاني الحالي فيهما وحولهما هو بدائي للغاية ويحتاج للتطوير الذي يستحقّانه على مرّ التاريخ، ماضيه وحاضره ومستقبله!. وهنا أدرك شهرزاد الصباح، وقبل أن تسكت عن الكلام المباح قالت إنها سمعت بأنّ هناك دراسات شاملة قد أُعدِّت لتطوير مكان الغاريْن، بما يُحقّق زيارتهما على الوجه الخالي من أيّ بِدَع، وبما يضمن صعود الزُوّار الجبلي لهما بسهولة وسلامة، عبر العربات الـمُتنقّلة «التلفريك»، فضلاً عن تقديم خدمات متميّزة لهم ضمن برامج سياحية حقيقية، وصالات عرض لإرثنا التاريخي العظيم، بحيث تُنوّع مصادر الدخل، وتُوفّر الوظائف للشباب والشابات، ولا تدري عن مصير هذه الدراسات.. إنها من الدراسات الهادفة، لكنها ما زالت على الورق، ولا يُغني الورقُ شيئاً من حقّ هذه الآثار علينا!. @T_algashgari algashgari@gmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (47) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain