في أقل من شهر أُصبنا بخيبتين رياضيتين.. في نهائيين لكرة القدم.. الأولى بطولة آسيوية (حان قِطافها) لولا.. والثانية بطولة خليجية أضعناها بغرابة.. يعرف أسبابها من يتعاطون لعبة كرة القدم.. وشؤونها وشجونها.. وقد كان الجمهور الرياضي على مختلف انتماءاته (نصراوي..هلالي.. أهلاوي.. إلخ..) في حاجة لهاتين البطولتين.. أو كما قال أحدهم: كنا نريد أن نفرح ونبتسم.. ويجمع بين البطولتين اللتين ذهبتا مع الريح.. أنهما حدثتا ونحن نستعد للاحتفال.. ونسينا حكمة نرددها دائماَ (اللي ما كتب عسر) والله المستعان.. فالبطولة الأولى كأس آسيا للأندية.. والثانية بطولة وكأس منتخبات مجلس دول التعاون الخليجية التي نُظمت في الرياض أخيراً.. وفازت بها الشقيقة قطر.. وهم يستاهلون الكأس.. فألف مبروك عليهم.. إلا أنني لا أبارك لأستراليا.. وبعد هذا التقديم عن حديث الساعة (كروياً) هذه الأيام.. أدخل في موضوع يتناسب مع صفحة الرياض الطبية.. كي لا تحتجب الزاوية.. فأكاد أرى (في شاشة اللاب توب) مقص الطلحة أو المنصور يشير إليّ بأن ألتزم بالمواضيع الطبية الذي تقاعدت من ممارستها.. أو تذكر الماضي وصدى سنينه الحاكي عبر سوانح.. وعلي أن أبتعد عن مواضيع لا ناقة لي فيها ولا جمل.. لأتحدث عن إصابات الملاعب.. فالكثير منكم شاهد لاعبين صغار السن (يطب ساكت) في أول مباراة يلعبها.. والسبب في مثل هذه الحالة يكون من القلب الذي أُجهد لبذله مجهوداً أكبر من طاقة قلب فيه تشوهات خلقية.. كثقب القلب الذي يختلط فيه دم الأُذين مع دم البطين.. أي الدم الشرياني المؤكسد والدم الوريدي المشبع بثاني أكسيد الكربون.. كما يختلط ماء السيارة بزيتها.. فترتفع حرارة المحرك و(تخبط المكينة) التي يجب توظيبها لتعمل مرة أخرى.. إلا أن اللاعب صغير السن عندما يختلط دمه الشرياني بالوريدي.. يؤدي إلى (لخبطة) وتوقف في وظائف بقية أعضائه الحيوية.. والوفاة المفاجئة.. وأختم سوانح بحادثة يعرفها الجميع.. وهي إصابة اللاعب عبدالله الشريدة وإسعافه.. بعد سقوطه في الملعب وبلع لسانه.. فاستغلتها إحدى الصحف.. وكتبت في عدد اليوم التالي وبالبنط العريض: وفاة النجم عبدالله الشريدة.. وقبلها ببنط صغير لا يكاد يُرى.. كلمة نفي.. فكم كان يا تُرى دخل تلك الجريدة (اللي تعقد الشوَش) من نشر ذلك الخبر عن إصابة اللاعب الشريدة قبل عقد من الزمان أو يزيد.. وإلى سوانح قادمة بإذن الله. * مستشار سابق في الخدمات الطبية.. وزارة الداخلية