×
محافظة المنطقة الشرقية

برنامج لـ «التعلّم النشط» بثانوية الثقبة

صورة الخبر

المتلازمة هي مجموعة من العلامات ذات المصدر الواحد، وظهور علامة ما تعني احتمالية وجود علامات أخرى تتطلب المعالجة، وهذا ما يحدث مع المتلازمة المرضية التي لا بد ان ينصح المريض باستخدام العلاج المناسب لها. وأحياناً قد لا يعي المريض حالته، ولكنه فور أن ينبه لها أو يتنبه لها من حوله يبادر إلى استخدام العلاج المناسب، ولكن اليوم تعاني المجتمعات من متلازمات كثيرة تخرج عن إطار المرض الجسدي أو النفسي إلى إطار مرض عملي لا يستجيب المرضى به إلى العلاج أو النصح، لتخفيف تلك الأعراض أو البقاء على ما هي عليه ولكن بإخفاء تلك العلامات عن طريق تجميلها وتجميل ما هو سبب مباشر فيها، حتى لا يراها غيره بصورة سيئة. إنها متلازمة الكراسي التي يصاب بها كل من يكلف بمهمة ما تسمى (منصب)، والتي يتعامل معها الناس على اعتبار أن (نصب بفتح النون) تعني الرفعة، ثم يكتشفون بأنها مع بعض الشخصيات المصابة بمتلازمة الكراسي تعني (نصب بالضم). هؤلاء تعرفهم بعلامات كثيرة، منها التزام الصمت التام أمام اي نقد لأداء الجهة التي يحتل فيها الكرسي المنصب لسعادته؛ رغم أن ذلك النقد يشبه السيل المنهمر الذي يصب في المصب الكبير الذي تتفرع منه إدارات شتى، كلها يفترض أن تقدم خدماتها باستمرار وعلى مدار الساعة وفي كل مكان. (هاشتاق) أين المرور في تويتر، يكتب فيه الجميع سكان المدن الكبرى والصغرى، كلهم يبحثون ويفكرون ويتساءلون أين رجل المرور؟ ولكن لارد يصل إليهم!! مع أنهم يتوقعون أنه الآن قادر على الاستجابة لهم أكثر من أي وقت مضى؛ فالمخالفات صار يسجلها (ساهر)، والحوادث تتابعها (نجم)، وقبل هذا وذاك كانت إشارات المرور تساعده وتخفف من عنائه، فماذا بقي له؟ إن ما تبقى له هو أن يجلس على كرسيه ويضع خطة ما، برنامجا ما، وإصدار الأوامر للتنفيذ، ثم عليه بعد ذلك أن يودع كرسيه بعض الوقت مرة في الصباح وأخرى في المساء ليبحث معنا عن رجاله الذين انتقلت إليهم عدوى متلازمة الكراسي، فصاروا يلتصقون بتلك الكراسي طوال اليوم، أوربما يلتصقون بالفرش الوثيرة في بيوتهم؛ لأننا لا ندري في الحقيقة متى يبدأ يومهم، هل يبدأ في السابعة صباحاً أو الثامنة؟ أو ربما في العاشرة بعد أن يستمتعوا في بيوتهم بجلسة طويلة لتناول الشاي والقهوة!! مع أنه يفترض أن مثل هذه الجهات الخدمية لا تغيب أبداً، فهل ما زال المرور يعمل بنظام المناوبات؟ أم أنهم ألقوا بالعمل كله على ساهر؟! ألا يعلم أولئك بأننا نشتاق لرؤيتهم في شوارعنا وهم يجوبون أرجاء البلاد ليتابعوا ويعالجوا تلك المشكلات المرورية التي تتمثل بتعرقل السير وانسيابيته لأتفه الأسباب، وهي عرقلة تحدث كل يوم وتُعطل الحركة المرورية وبالتالي تُعطل مصالح الناس وتؤجلها. إننا نفتقد طلتهم في ساعات الصباح الأولى لتنظيم هذه الجموع التي تتوجه إلى مقار أعمالها ومدارسها. ونفتقدهم حين يخرجون جميعا في المساء. يقول الناس وما أكثر من يقولون: إن عمل المرور صار مقتصراً على تنظيم الحركة أحيانا! أو عندما يكون هناك مباراة تحتشد لها الجماهير، أو تصيد الشباب وعمل المخالفات المرورية لهم. قبل أيام أوقف أحد الشباب في محطة للبنزين وحررت له مخالفة تحت عبارة (تجمهر)، والآخر حررت له مخالفة وسحبت منه السيارة بحجة التفحيط!! مع أنه كان يقود سيارته لأول مرة بعد استلامها من الوكالة!! لقد صار رجل المرور يبحث عن مخالفات من نوع آخر لا يحتسبها ساهر وكأن هذه هي مهمته الوحيدة!! وسيبقى سؤال أين رجل المرور يتردد كل يوم، ويبقى لدينا أمل أن يعلن لنا عن حضوره وقربه.