ذكرت صحيفة الحياة أمس أن الإدارة الأمريكية أبلغت زعماء عشائر وممثلين عن الحكومة العراقية نيتها تشكيل قوات من 100 ألف مقاتل في المناطق السنية وهناك مساع لأن يشمل قرار الكونغرس المرتقب بتسليح البشمركة من دون العودة إلى الحكومة المركزية في بغداد هذه القوات السنية أيضا، وبغض النظر عن ما تعرضت له هذه المناطق طوال السنوات الماضية من أهوال متلاحقة على يد الأمريكان والقاعدة والحكومة المركزية وداعش فإن الإعلان عن مثل هذه القوات يأتي استكمالا للإشارات الأولى التي أطلقها الرئيس أوباما في خطاباته الأخيرة حول الدول السنية والدول الشيعية، فالولايات المتحدة اليوم تميل إلى تغيير شكل تحركاتها في الشرق الأوسط، حيث أصبحت تفضل التعامل المباشر مع الطوائف على التعامل مع الدول. وبالطبع سوف يتغير المشهد السياسي العربي بناء على هذه التحركات الأمريكية الجديدة، حيث لن يجتمع في قاعات المفاوضات رؤساء الحكومات والوزراء والدبلوماسيون بل زعماء الطوائف الدينية وشيوخ العشائر وقادة التنظيمات المسلحة وممثلو الأقليات العرقية، هؤلاء هم زعماء الفتات الذين أصبحتم ترون صورهم اليوم بكثرة في صفحات الجرائد وشاشات القنوات الفضائية، لا تعرفون من أين جاؤوا؟، وإلى متى سوف يبقون هنا ؟، تظن أنهم جزء من مهرجان فلكلوري بسبب ملابسهم المختلفة التي جاؤوا بها للتأكيد على أنهم يضعون هوياتهم الصغيرة فوق كل شيء. أهم شيء مطلوب من هؤلاء الزعماء الصغار هو التصديق على عملية التقسيم وتحويل كل دولة عربية إلى مجموعة مبعثرة من الدويلات المتناحرة، هؤلاء الزعماء من مختلف المذاهب والأعراق الذين يواصلون نقاشهم في ردهات الفنادق الأوروبية هم الذين سيحولون عملية التقسيم إلى أمر واقع لا يمكن القفز عليه !. كثرة زعماء الفتات أو تمرد بعضهم لن يكون أمرا مقلقا للولايات المتحدة وحلفائها، فقد استعدوا جيدا لعملية إدارة الفتات، ثم إعادة تدويره كي ينتج فتاتا آخر أكثر تماسكا !. نقلا عن عكاظ