تحققت دعوات أم السجين ياسر بن محمد الشمري ومن خلفها آلاف السعوديين، مساء الاثنين، ليصبح هذا اليوم تاريخًا غير عادي لقبيلة شمر بالمملكة، وتحديدًا بعد خروج ياسر الشمري المحكوم بالقصاص في سجن سكاكا بمنطقة الجوف، وسجل أولياء الدم تنازلًا مشروطًا بدفع دية قدرها 30 مليونًا و400 ألف ريال، ولذلك أقيمت حملات كبرى بحائل لجمع الدية بين قبائل شمر لعتق رقبته من حد السيف. تعود قصة سجن "ياسر" والإفراج عنه إلى شجار وقع مع شخص عام 2010 بمدينة سكاكا، وقَتل الشخص الذي تشاجر معهُ. ويعمل ياسر في المنطقة الشرقية ويسكن بمنطقة الجوف، وكان هو العائل الوحيد لأسرته، قبل أن يُسجن ياسر، واشترط أولياء الدم للتنازل دفع دية تجاوزت 30 مليون ريال. على الفور، نظمت قبيلة شمر حملات كبرى لدفع الدية، وهو ما حدث، وأثناء ذلك بدأ ياسر بحفظ القرآن الكريم، وعُرف عنه حسن أخلاقه وسيرته من داخل سجن سكاكا؛ ولذلك شمله عفو خادم الحرمين الشريفين عن سجناء الحق العام، وأقرّت المحكمة إجلاء أسرة ياسر إلى خارج منطقة الجوف، وسجلت قبيلة شمر فائضا في الحملة تجاوز 14 مليون ريال. وفي اتصال لـ"عاجل" مع أم ياسر الشمري، قالت والدته وهي تجهش بالبكاء: "عاد ابني فلذة كبدي .. وبشر الجميع بعودته". فيما ذكر والد ياسر: "أشكر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير سلمان بن عبدالعزيز، بمكرمتهم بوقوفهم معنا والأسرة الحاكمة، وشيوخ قبيلة شمر، وجميع من دعا لعتق رقبة ياسر الشمري". وحول الفائض من حملة ياسر الشمري، قال المسؤول الإعلامي عن الحملة عارف السلمان: "أعلن الدكتور بدر العردان رئيس حملة ياسر الشمري مؤخرًا عن موافقة شيوخ قبيلة شمر بتحويل الفائض الذي يُقدّر بنحو (14 مليون ريال) من حملة ياسر إلى عتق رقبة السجين في منطقة مكة المكرمة سلمان الشمري، بعد أخذ الموافقة من وزارة الداخلية". وأضاف السلمان أن المبلغ الذي سيحول إلى حساب عتق رقبة السجين "سلمان" يعد نصف الديّة المطلوبة لعتق رقبته.