يجب أن لا تحملنا خسارة منتخبنا الوطني لكأس خليجي 22 بالعودة لنقطة الصفر ونحمّل الأمور أكثر مما تحتمل ، فكلنا اتفقنا قبل بداية البطولة على وجود تصاعد فني على أداء المنتخب من خلال التصفيات الأولية المؤهلة لنهائيات كأس آسيا باستراليا أو من خلال المباريات الودية القوية أو حتى من خلال المراحل الأولية من كأس الخليج قياساً بما كان عليه في السنوات الماضية بعدما توقفنا المنافسة بعد تأهلنا لمونديال 2006 في ظل تطور وتصاعد أداء المنتخبات الأخرى وتقدمها علينا ليس على المستوى الفني فحسب بل على مستوى تنظيمات أخرى لها علاقة بتطور كرة القدم والمضي بها قدما لتواكب القفزات السريعة التي يشهدها العالم عاماً بعد عام ، فمثلاً مسابقاتنا مازالت ومنذ سنوات تعتمد على أسس اجتهادية اقرب إلى العشوائية لا يمكن تفسيرها في كثير من الأحيان إلا بمجاملة ناد على حساب آخر وهذه بعيدة عما يحدث في الدول المتقدمة التي تضع روزنامة مسابقاتها لخمس سنوات قادمة دون أن تترك مجالاً للتأويل والتشكيك، وأقرب مثال على ذلك اليابان التي قفزت خلال سنوات من مؤخرة تصنيف القارة لتتربع على عرشها وتشكل ضلعاً أساسياً في مونديال كاس العالم ووضعت المنافسة على تحقيق كاس العالم هدفاً بعيداً خلال العقود القادمة فيما نحن نشكل التراجع في كل عام خطوات للوراء !! المشكلة أنّ العشوائية الاحترافية التي تدار بها أنديتنا من الداخل في ظل وجود متطوعين لا يملك أغلبهم أي كفاءة احترافية ولا علمية أحياناً وإنما تواجد لأنّه صديق أو مقرّب من صانع القرار دون اعتبار للكفاءة وما سيقدمه من عمل ايجابي وهذه بكل أسف انتقلت بحذافيرها للمنتخب فأصبح الغمز واللمز حوله وهو يستعد لأي منافسه دولية مؤشر واضح للارتباك والضغط النفسي والاعلامي على اللاعبين والجهازين الفني والإداري وهذا وضح بجلاء من خلال العزوف الجماهيري الذي شهده خليجي 22 بسبب تكريس الولاء للنادي أكثر من المنتخب فتجد كثيرا من الجماهير التي جاءت تساند المنتخب جاء بعض منهم مرتديا قميص ناديه الذي يشجعه وهذا نتاج إعلام يحاول تكريس تفوق لاعبي ناديهم المفضل على حساب النادي الآخر !! مشكلتنا أننا نرمي كل إخفاق على المدرب ونحمله أكثر مما يحتمل وننساق خلفها ويتم استجابة المسؤولين معها بكل أسف والتعاقد مع مدرب آخر وندور في نفس الحلقة ويستمر الحال كما هو دون ملامسة الخلل الحقيقي الذي يتصدر المشهد بدليل أن التعاقد مع الهولندي ريكارد كأغلى مدرب في الشرق الأوسط لم يتغير معه الحال بل قدّم المنتخب معه أسوأ المستويات والنتائج وهذا دليل على ان المشكلة ليست في المدرب !!. والآن أصبح لوبيز هو الضحية التي نضعها لنبرئ بها المتسببين فيما حدث وهذا خطأ ، صحيح أنه لم يوفق كثيراً في قراءته للمباراة النهائية أمام قطر ولكن هذا يجب أن لا يجعلنا ننسف كل ايجابياته التي قدمها منذ إشرافه على المنتخب لكي نقفز عن السبب الرئيس ونستمر بالدوران في نفس الحلقة والمفترض أن نأخذ الأمر من كل الجوانب والاهم من وجهة نظري بحث أسباب توهج كثير من اللاعبين مع أنديتهم واختفاء ذلك عندما يرتدون شعار الوطن لأن هذه حقيقة واضحة يجب أن نؤمن بها ولا نتجاهلها !!.